داهم العشرات من المحتجين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني متجراً كبيراً في مدينة برمنغهام ببريطانيا وعاثوا فيه فساداً، بسبب وجود بضائع إسرائيلية فيه، وهي البضائع التي تدعو حملة شعبية واسعة لمقاطعتها بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وتعرض عدد من رجال الشرطة البريطانية للضرب والاعتداء عندما تدخلوا من أجل وقف الهجوم على أحد فروع متجر “تيسكو” في مدينة برمنغهام، فيما تعرض عاملون في المتجر أيضاً لاعتداءات وتعرضت البضائع المعروضة في المحل للتلف والتخريب من قبل المحتجين.
ومتجر “تيسكو” هو أكبر سلسلة متاجر في بريطانيا على الإطلاق، حيث تقول الإحصاءات إن جنيهاً إسترلينياً واحداً من بين كل عشرة يتم إنفاقها في البلاد تصب في جيب هذا المتجر، فيما أظهرت أحدث البيانات المالية الصادرة عنه أن قيمته الإجمالية تتجاوز عشرة مليارات جنيه إسترليني (16 مليار دولار).
وكان أكثر من 100 شخص قد احتشدوا ظهر الأحد أمام متجر “تيسكو” في مدينة برمنغهام (200 كلم شمال لندن)، مطالبين بمقاطعة البضائع الإسرائيلية رداً على الحرب الإسرائيلية التي راح ضحيتها أكثر من ألفي فلسطيني غالبيتهم من المدنيين، إلا أن الاحتجاج سرعان ما تحول إلى هجوم على المتجر أدى إلى إتلاف كمية كبيرة من محتوياته، فيما فر الزبائن منه هاربين، وتعرض عاملون في المتجر للاعتداء، كما تعرض رجال شرطة أيضاً للهجوم عندما حاولوا وقف المحتجين.
هجوم غير مبرر في بلد ديمقراطي
واعتقلت الشرطة البريطانية محتجاً واحداً على الأقل، فيما تقول المعلومات إن قوات الشرطة تبحث عن عدد من المحتجين المتورطين في الهجوم والذين التقطتهم كاميرات المراقبة، ثم لاذوا بالفرار.
واستنكر رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا زياد العالول في حديث خاص لــ”العربية.نت” ما حدث في برمنغهام، وقال إنه “هجوم غير مبرر في بلد ديمقراطي”، مشيراً إلى أن العديد من المسيرات السلمية والمنضبطة تماماً التي تم تنظيمها خلال الفترة الماضية آتت أكلها وشكلت ضغطاً على الحكومة وكشفت للرأي العام حقيقة ما يجري في فلسطين.
ويؤيد العالول مقاطعة البضائع الإسرائيلية، ومعاقبة إسرائيل على جرائمها في غزة، إلا أنه يؤكد أن “المقاطعة يجب أن تكون نابعة من قرار ذاتي لدى المقاطعين، وليس نتيجة تخريب البضائع ومهاجمة المتاجر”.
وبحسب ما قال العالول لــ”العربية.نت” فإن المستهلكين لو قاطعوا البضائع الإسرائيلية فإنها ستختفي من الأسواق من دون الحاجة إلى أي احتجاجات أو أعمال عنيفة وخارجة عن القانون، مشيراً إلى أن “متجر تيسكو كغيره من الشركات يأتي بالبضائع التي يطلبها المستهلك، وفي حال توقف الطلب على أي سلعة فسوف تختفي من المتجر فوراً”.
يشار إلى أن مدينة لندن شهدت خلال الفترة الماضية عشرات المسيرات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، فضلاً عن أن الوزيرة المسلمة الوحيدة في حكومة ديفيد كاميرون سعيدة وارسي تقدمت باستقالتها مؤخراً في إطار الاحتجاج على سياسات لندن، التي لا تزال مساندة لإسرائيل ومتجاهلة لمظالم الشعب الفلسطيني.