لأنه نجم غير تقليدى، يحرص دائمًا على الخروج بعيدًا عن إطار النظريات المحفوظة والمعروف نتائجها مسبقا، لهذا السبب شارك النجم محمد صبحى فى المؤتمر، الذى أقامته مؤسسة رمال للتنمية العقارية، والذى أعلنت من خلاله خطتها التنفيذية لمصر 2020.
ولأنه على علم بأحوال العشوائيات، ولديه تجربة مهمة فى هذا الإطار، تحدث محمد صبحى لـ”مبتدا” عن سبب مشاركته، وعن التطورات الأخيرة لمشروع العشوائيات الذى يشرف عليه، كما تحدث عن وزارة الثقافة، وأسباب رفضه مرارًا وتكرارًا تولى هذا المنصب المهم.
فى البداية، أكد محمد صبحى أنه قرر التواجد فى مؤتمر الإعلان عن تدشين مؤسسة رمال للتنمية العقارية غير الهادفة للربح، لأنه وجدها تخرج عن الإطار التقليدى لمثل هذه المشروعات والمؤسسات، مؤكدًا أن لديهم أسلوبًا علميًا ورغبة حقيقية فى تغيير طريقة التفكير، وهو ما يتم تسميته أفكارًا لكسر الإطار.
وأضاف: “نحن نخشى تجربة أى شىء لم نجربه من قبل، وهذا أمر سلبى للغاية، نحتاج أن نبتعد عن هذه القوالب، لابد أن نبدأ فى التفكير خارج النظريات، وهذا ما استشففته من الحديث مع القائمين على هذه المؤسسة”.
وحول إمكانية التعاون مع مؤسسة رمال ومؤسسة “معا”، قال صبحى: “مشروع العشوائيات مشروع موجود بالفعل، وليس معنى تواجدى هنا أن تعاونًا سيقوم بيننا، لكن إذا ما فكرت مؤسسة رمال فى تقديم أى شىء للعشوائيات، وطلبت منا المساعدة من دافع تعاملنا فى هذه العشوائيات، ومعرفتنا الجيدة بها، لن نتأخر ولا توجد أى مشكلات فى هذا الصدد”.
وأضاف صبحى: “نحن شعب يحترف التقليد واستهلاك نفس الأفكار الناجحة، فإذا افتتح أحدهم محلًا للكشرى يتسارع العشرات لفتح نفس المحل فى نفس المكان، وهذا أمر علينا أن نغيره، لذلك من يريد العمل فى العشوائيات، فعليه أن ينضم إلينا ويتعاون معنا، ومن هنا أطلقنا على المؤسسة اسم معًا”.
وتابع: “لأننا سنوفر عليه كثيرا من جهد ومشقة الدراسات والرسومات، وغيرها من الأمور التى قطعنا بها أشواطا كثيرة، وحتى لا يتفرق الجهد ونقع فى شرك إقامتنا لجزر منفصلة فى وطن واحد”.
وبالنسبة للمرحلة الأولى من المشروع، قال الفنان محمد صبحى: “انتهينا من إنشاء مدينة متكاملة بأكثر من 1000 وحدة سكنية، وعانينا خلال هذه الفترة من ويلات التعرف على الحياة البائسة، التى يعيشها عالم العشوائيات المنعزل عنا، ولذلك أتمنى من هذه المؤسسات، التى تسعى للتنمية العمرانية البحث عن التنمية البشرية جنبا إلى جنب مع التنمية العمرانية”.
وواصل: “لقد عانينا خلال هذه التجربة من آلام نفسية كبيرة، بسبب ما يعانيه هؤلاء البشر من حياة غير آدمية لا تصلح لأى مخلوق، ويكفى أن أضرب مثلًا بفتاة فى سن الثانية عشرة، توفيت بسبب أنها تعيش مع 14 فردًا فى غرفة واحدة، ومضطرة لقضاء حاجتها أمام أعينهم، فمنعت نفسها لعدة أيام لتصاب بتسمم وتموت “.
واستطرد قائلًا: “لدينا أكثر من 60 مليونًا تحت خط الفقر، وهو ما يصدر الفقر والجهل والبلطجة، لأن الظروف مهيئة لديهم، لا يتوقفون عن الإنجاب، فى مقابل 30 مليون يتمتعون بتعليم جيد وحياة كريمة ومعرفة وفكر، ما يجعلهم يكتفون بطفلين، والغريب أننا إذا لم نوقف هذه القنبلة الموقوتة المسماة بالعشوائيات، ونعالج أزماتهم وننتشلهم من هذه الأوبئة، ونجعلهم ثروة ونعمة بدلًا من نقمة فنحن فى أزمة حقيقية”.
من ناحية أخرى، نفى صبحى تفكيره فى تولى منصب وزير الثقافة تحت أى سبب وفى أى عصر من العصور، وقال: “لم ولن أقبل بأن أكون وزيرًا، وتحت مظلة أى حكومة، لا الآن ولا فى السابق ولا حتى فى المستقبل، ولأنهى كل هذه الإشكاليات أقول هذا الكلام من خلالكم”.
وأضاف قائلًا: “أنا فنان حر، يمكن أن أنتقد وضعًا أو أرفض قرارًا أو حتى أشجع خطوة، ووجودى على حساب حكومة معينة لن يجعلنى بهذه الحرية، وهذا ما لا أقبله، لم أفعله طوال ما مضى من عمرى، ولن أفعله فيما هو قادم، فأنا فقط مهتم بالمشاركة بكل جهدى وبفنى فى تقويم المجتمع، والقضاء على أزماته الأخلاقية والسلوكية، فى تطوير العشوائيات والحفاظ على كرامة كل من ينتمون لها، ومحاولات رد الحق لهم فى أن يحيوا حياة كريمة، وأن يتحولوا من نقمة لنعمة ينعم بها المجتمع المصرى”.
وتابع: “هذا لن يتأتى سوى بمجهودات متضافرة وبالعمل معا، وبتغيير سلوك أنفسنا قبل سلوك الآخرين، وأن تكون لدينا جميعا نفس الرغبة والحماس فى مصر، فنحن شعب عظيم فقط تجاه موقف جمعى معين، ولكن علينا أن نصارح أنفسنا بأننا لسنا كذلك، فيما يخص أخلاقياتنا وسلوكنا وحياتنا اليومية”.
إنسان مثقف ، ولكن للأسف صدمتي فيك كانت كبيره ، من يوم التعقيب عن حادثه ام درمان ً ، للأسف واقولها بمرارة وحسره ،