مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) طلب منذ أمس الثلاثاء النجدة المعلوماتية عن مدرّس أميركي نادر من نوعه وضحاياه طلاب قاصرون متعددو الجنسية في 9 دول اشتغل في 10 مدارس أميركية فيها طوال 40 سنة حول العالم، بينها السعودية ولبنان وإيران، وخرج منها “متحرشا” بمئات الطلاب القاصرين.
المعلومات في موقع “الأف.بي.آي” الإلكتروني، شافية وافية تقريبا عن المدرّس وليام جيمس فاهي، إلا أن المكتب يرغب بمعرفة المزيد عنه بعد أن انتحر قبل شهر حين افتضاح أمره، خصوصا عمن كانوا من ضحاياه منذ بدأ في 1972 بتدريس التاريخ والجغرافيا في “مدرسة طهران الأميركية” بإيران، وبعدها بعام قام بالتدريس طوال 5 سنوات في “مدرسة الجالية الأميركية في بيروت” ثم لمدة 12 سنة بدءا من 1980 في مدارس في السعودية بالظهران.
ويقول “الأف.بي.آي” إن أعمار من تحرش بهم وليامس جيمس هي بين 12 و14 سنة، وأن أمر المدرّس الذي انتحر بعمر 64 سنة وسبق أن دخل السجن في 1969 بولاية كاليفورنيا، بتهمة التحرش بالأطفال، افتضح في “مدرسة نيكاراغوا الأميركية” في العاصمة، ماناغوا، حيث كان يعمل قبل انتحاره.
ويبدو أن إدارة مدرسة نيكاراغوا، الواقعة في أميركا الوسطى، عثرت صدفة على “ذاكرة إلكترونية” تخصه، ووجدوها مكتظة بصور إباحية لأطفال “بدوا نائمين أو فاقدين للوعي” طبقا لتعبير المكتب الذي لم يذكر كيف انتحر المدرّس.
“قد لا يكونون على علم بما حدث لهم”
وكان المدرّس جيمس من النوع المنظم على ما يبدو، ففي “الذاكرة” المعروفة باسم USB اختصارا، وجدوا الصور مرفقة ببيانات تفصيلية عن الأماكن والدول التي التقطها فيها، ومرفقة أيضا بتواريخ تحدد الزمن الذي التقطها فيه حين اشتغل أيضا بالتدريس في مدارس أميركية بإندونيسيا وبريطانيا وفنزويلا واليونان وإسبانيا.
وحين سألوه في “مدرسة نيكاراغوا” عن الصور اعترف بأنه أدمن على التحرش الجنسي بالقاصرين منذ زمن بعيد، بعد أن يفقدهم الوعي بالحبوب المنومة، وعلموا من تواريخ الصور أن 90 من ضحاياه نالهم منه التحرش المتنوع عام 2008 وحده، لذلك يعتقد “أف.بي.آي” أن وليام جيمس فاهي تحرش بمئات القاصرين في دول اشتغل بمدارسها سابقا “ممن قد لا يكونون على علم بما حدث لهم” في إشارة من المكتب إلى أنهم كانوا أطفالا، أو جرى لهم ما جرى وهم بلا وعي من التخدير.
وراجعت “العربية.نت” صحفا بالإسبانية اليوم الثلاثاء، فقرأت في موقع واحدة منها، وهي Pulso المكسيكية، أن مديرة المدرسة التي كان يعمل فيها قبل انتحاره بنيكاراغوا منذ أغسطس الماضي، واسمها غلوريا دول، روت عن وليام جيمس أنه كان شهيرا بتنظيمه رحلات لطلاب المدارس التي كان يعمل فيها “لذلك كان مرغوبا وتعاقدت معه مدارس عدة في السابق” بحسب تعبيرها.