قد تشمئز من الاسم المجرّد أول ما يطرق سمعك “زبالة”، فكيف إذا ارتبط بشراب ما “مشروب زبالة”؟! لكنك ما أن تتذوقه حتى تصبح من المدمنين عليه، ولا تستغرب ذلك فقد سبقك إليه الرؤساء والزعماء ورؤساء الوزارات وكبار الأدباء والمثقفين، حتى صار علامة فارقة لمدينة بغداد، فما تُذكر عاصمة الرشيد حتى يُذكر معها شربت زبيب “حجي زبالة”.z1
محل أقدم من دولة

وتشير اللافتة المرفوعة فوق محل المرطبات إلى أنه قد تأسس في عام 1900، وهذا يعني أنه تأسس قبل أن تقوم الدولة العراقية الحديثة بعقدين من الزمن، ومن هنا يعتبره بعض مؤرخي بغداد الفولكلوريين شاهداً على الكثير من الأحداث التي مرَّت بها بغداد لكون موقعه في قلب شارع الرشيد، وهذا الشارع يعني، التظاهرات السياسية ومحاولات اغتيال الرؤساء وقصائد الجواهري في الانتفاضات الشعبية الكبرى.

z2ويقول محمد ابن “حجي زبالة” لـ”العربية.نت”: “لكون محل والدي ملتقى الكثير من رجالات ذلك الزمن فإنهم كانوا يبلغوه بما سيحدث من تظاهرات أو تجمعات ويحددون له اليوم، فكنا نستعد للموعد بتهيئة المزيد من الشربات والذي غالباً ما كان والدنا يقدمه مجاناً للمشاركين خصوصاً في التظاهرات الوطنية”.

وعن عشرات الصور الفوتوغرافية المعلقة على جدران محله حتى بدا لنا كأنه “مزار” تاريخي، قال محمد زبالة: “هؤلاء ملوك ورؤساء العراق الذين مرّوا علينا، الملك غازي ونوري السعيد وعبدالكريم قاسم الذي جلب معه ذات مرة ملك المغرب محمد الخامس ومرة الرئيس الجزائري أحمد بن بله، ومن زوّارنا الدائمين الزعيم الراحل الفلسطيني ياسر عرفات، وأذكر لك مفارقة حدثت مع صدام حسين حين جاء بضيفه الرئيس المصري حسني مبارك، قال له مبارك: “إيه ده يا أبوعدي.. أنت تريد تشربني شربة زبالة”، لكنه ما أن شرب الكأس الأول حتى طلب الثاني وسط ضحك الجميع”.
تسمية “زبالة” لطرد الحسد

لم يكن اسم صاحب المحل بالأساس “زبالة” وإنما كان اسمه حسب البطاقة الشخصية عبدالغفور، لكنها عادة القرويين في طرد الحسد عن الولد “الذكر”، خصوصاً حين يتوفى للعائلة أكثر من ابن فتلجأ الأم إلى تسمية مولودها الجديد باسم منفّر وقبيح لتُبعد عنه الأرواح الشريرة وحسد النساء الأخريات.z3

غير أن شهرته لم يكتسبها من غرابة الاسم وإنما من جودة العصير الذي يقدمه لزبائنه، والذي يعتقد أنه يطفئ الظمأ ويعالج الكثير من الأمراض.

ومثلما لا تعطي كبرى المشروبات العالمية أسرار صناعتها، فقد حافظ “زبالة” وأولاده وأحفاده فيما بعد على أسرار صناعتهم.

وقال أحد أحفاد حجي زبالة لـ”العربية نت”: “في كل موسم ترانا نجوب محافظات العراق بحثاً عن الأنواع الجيدة، ولا نرضى بما يُعرض أمامنا، وإذا كان الآخرون يضعون المطيبات والألوان الحديثة فإننا نقدم العصير الطبيعي وبطريقة خاصة بنا، وعلى الرغم من أن بغداد عرضة للمفخخات وللمسدسات مكتومة الصوت إلا أن غالبية البغداديين يحرصون على زيارة “حجي زبالة”، ربما لإطفاء حرارة الأحداث بشرابه البارد، والتمتع بالصور العديدة التي تعكس تاريخ بغداد منذ تأسيس دولتها الحديثة وإلى اليوم”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. ”لم يكن اسم صاحب المحل بالأساس “زبالة” وإنما كان اسمه حسب البطاقة الشخصية عبدالغفور، لكنها عادة القرويين في طرد الحسد عن الولد “الذكر”، خصوصاً حين يتوفى للعائلة أكثر من ابن فتلجأ الأم إلى تسمية مولودها الجديد باسم منفّر وقبيح لتُبعد عنه الأرواح الشريرة وحسد النساء الأخريات.”…………………………………………………………………خزعبلات و خرافات و أساطير الأولين!!! تسمي ابنها ”زبالة” لكي تطرد عنه الارواح الشريرة !!!!!!!!!!!!!…ما فيه شرير قدك يا ولية اللي تسمين ابنك باسم ”قرف”…حق ابنك عليكي تحسنين اسمه و تختارين له اسم جميل يفتخر به مش تتعقد منه نفسيته أما يكبر و يبقى مسخرة للناس !!! لا يصيب الإنسان الا ما قدر له..و إذا قدر لابنك أي قضاء لن تدفع عنه ”الزبالة” البلاء لو مقدر له !!!!!

  2. وانا اقول ماهي الاسباب الاضافية التي كانت تمنعني ان اشرب من عصيره ؟
    طلع صدام وحسني مبارك شربوا عنده
    اما انهم زبالة بصح وصحيح .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *