من المعروف أن قيادة مركبات النقل والشاحنات أمر متعب، وحالياً أصبح بالإمكان تطوير شاحنات تقود ذاتياً بدون سائق، ومن ثم لا توجد حاجة إلى التوقف أو أخذ استراحة.
ويعتمد تطوير تلك الشاحنات واستمراريتها على تقبل الناس، وحالياً توجد شركات معروفة تعمل على تطوير واختبار نماذج أولية بهدف جعلها قلبلة للتطبيق من الناحية التجارية. وتعتبر شركة غوغل رائدة في هذا المجال، إذ أنها أطلقت مشروع سيارة ذاتية القيادة في العام 2009 والتي تمكنت من قطع مسافة 160 ألف كيلو متراً على الطرق العامة من دون سائق وبشكل ذاتي.
ومؤخراً سمحت بريطانيا، وبعض الولايات الأمريكية مثل نيفادا وكاليفورنيا فضلاً عن ولاية فلوريدا بتغيير القوانين من أجل استيعاب التقنية الحديثة.
ومن بين أهم المزايا التي تقدمها تقنية المركبات ذاتية القيادة ،هو السلاسة في حركة الشاحنات وتسليم البضائع. ويمكن التنبؤ بمواعيد الرحلة وجدولتها بشكل بسيط، فضلاً عن المحافظة على سرعة ثابتة للحد من استهلاك الوقود وانبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون. ويمكن أيضاً في حال وجود سائق على متن الشاحنة، أن يؤدي مهاماً أخرى أثناء السفر دون تعب.
ويذكر بأن التقنية سيكون لها تأثير مادي ضخم، وعلى سبيل المثال، وفقاً للاتحاد الأوروبي، في أوروبا تم نقل 76 في المائة من إجمالي حركة البضائع براً في العام 2011.
وتقول شركة دايملر الألمانية للسيارات بأنه ورغم الطرق الأوروبية المزدحمة بشكل مفرط، إلا أن حركة البضائع سوف تزداد بشكل كبير في السنوات المقبلة. وتقوم الشركة بتطوير شاحنة “فيوتشر مرسيدس بينز 2025” وتعد بأنه خلال عقد من الزمن سيصبح السائقين مدراء نقل بدلاً من سائقي شحن
وأفاد مدير كلية إدارة المعلومات في الهندسة الميكانيكية في جامعة آخن في ألمانيا، البروفيسور سابينا جشك، بأنه يتم تطوير نماذج حديثة جداً في حركة الشحن. وأضاف بأن المركبات الذكية تتمتع بالقدرة على تنظيم نقل البضائع إلى الجهة المقصودة، فضلاً عن التعامل مع مواقف معينة مثل الاختناقات المرورية.
ونفذت شركة نيسان أول اختبار للتقنية بإطلاق سيارة كهربائية موديل “ليف” على الطريق السريع في طوكيو في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي. ومؤخراً أفاد كارلوس غوسن، الرئيس التنفيذي للشركة بأن “أهمية هذه الابتكارات التي تحد من الازدحام وانبعاث غاز الكربون جاءت نتيجة لتزايد المدن العالمية الضخمة.”
وتعمل حالياً شركات صناعة السيارات في اليابان بالتعاون مع جامعات ومعهد ماساتشيوستس للتكنولوجيا، وستانفورد فضلاً عن معهد أوكسفورد. وتقول بان حوالي 90 في المائة من حوادث الطرق تنتج عن خطأ بشري، بينما في نظام المركبات الذكية تؤدي المركبة جميع مهام القيادة دون تدخل السائق.
وقال البرفيسور ويل ستيوارت، من مركز بحوث الإلكترونيات الضوئية التابع لجامعة ساوثامبتون، بأن “السائق في الوقت الحالي يتوقف كل أربع ساعات بموجب القانون البريطاني لغايات الراحة، ولكن سيارات التحكم الذاتي يمكنها القيادة طوال اليوم.”
وتجدر الإشارة، إلى أن المسائل القانونية من بين العقبات التي تواجه تطوير مركبات ذاتية القيادة. ووفقاً لشركة “إس بي دي” للاستشارات فإنه تمت الموافقة على تعديل اتفاقية الامم المتحدة لحركة الطرق بحيث يسمح إطلاق سيارة التحكم الذاتي بحضور سائق قادر على قيادة السيارة والتحكم بنظامها.
وتعمد دائرة النقل البريطانية حالياً إلى وضع أنظمة تتعلق بقضايا السلامة العامة، والتي تهدف إلى توضيح النواحي الأخلاقية في تحديد مسؤولية المتسبب بالحادث، فيما إذا كانت السيارة أو السائق.
وتشير أدلة إلى أنه في غضون عقد من الزمان سيصبح قيادة مركبة بدون سائق أمراً مألوفاً. وتعتقد شركة “فروست آند سوليفان” لأبحاث السوق بأن 40 في المائة من السيارات في أوروبا ستكون مزودة بتقنية التحكم الذاتي بحلول العام 2030.