رويترز- ستتحول آلاف عبوات الغاز المسيل للدموع التي أطلقت على المتظاهرين في شوارع العاصمة الفنزويلية كراكاس إلى أعمال فنية في إطار مسابقة تهدف إلى إسباغ لمسة فنية على الاضطرابات المناهضة للحكومة التي حصلت هذا العام في فنزويلا.
ودعا مجلس مقاطعة تشاكاو، المؤيدة للمعارضة والتي كانت مسرحاً لاشتباكات عنيفة بين المحتجين الملثمين والقوى الأمنية والسكان المحليين لتقديم إبداعاتهم بحلول نهاية الشهر الجاري والتي تتكون من عبوات فارغة جمعوها من الشوارع.
وجاء في الدعوة التي وزّعها المجلس، والتي تحمل رسماً لعبوة فارغة زرعت فيها زهرة وردية اللون، أن “هذه المبادرة تسعى إلى تحويل وسائل القمع إلى أداة للاحتجاج السلمي”.
وأضافت الدعوة: “هذا تجسيد لرد سكان بلدية تشاكاو على أعمال القمع غير المتكافئة وغير الإنسانية التي ارتكبتها القوى الأمنية الحكومية في شوارعنا”.
وكانت حركات حقوق الإنسان وخصوم الحكومة الاشتراكية قد أكدوا أن عناصر الحرس الوطني استخدموا القوة المفرطة لقمع احتجاجات شبه يومية نظمت على مدى الشهور الثلاثة الماضية.
إلا أن المسؤولين الحكوميين يقولون إن هذه التظاهرات كانت غطاء لمحاولة انقلاب يدعمها الأميركيون، مصرّين على أن القوى الأمنية أظهرت الكثير من ضبط النفس في وجه المحتجين الملثمين الذين كانوا يضمون بينهم مسلحين أحياناً ويرمون الحجارة وقنابل البنزين عليهم.
وتوفي 42 شخصاً وجرح 900 آخرون في العنف الذي شاب التظاهرات مع وقوع ضحايا من الطرفين.
وأطلقت القوى الأمنية أعداداً كبيرة من القنابل المسيلة للدموع ليلة بعد أخرى عندما كان المتظاهرون يرمونهم بالحجارة أو يرفضون إخلاء الشوارع المقفلة.
وقال منظم المسابقة الفنية دييجو شاريفكر إن مجلس مقاطعة تشاكاو الغني بالموارد جمع حوالي 200 عبوة، في حين كان الطلاب يعرضون المئات منها في الشوارع.
وأصبح الفن السياسي أمراً شائعاً في جميع أنحاء فنزويلا بين 2008 و2013 خلال حكم الرئيس الراحل هوجو شافيز.
وتزين الجدران في أنحاء البلاد جداريات تمجّده، إلى جانب الزعيم الثوري الأرجنتيني ارنستو “تشي” جيفارا والقائد الكوبي السابق فيدل كاسترو وغيرهما من الأيقونات اليسارية في أميركا اللاتينية.