مستورة محمد يادم يونس وميزونة معزب سليمان.. معمرتان مصريتان مستا قلب المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، ولامستا مشاعره ودقتا عليها بعنف، مما جعله يحتفظ بتوكيلين لهما كانتا قد حررتاه لتأييده في الترشح لرئاسة الجمهورية.
احتفاظ السيسي بالتوكيلين لنفسه وعدم إرفاقهما ضمن التوكيلات المقدمة للجنة العليا للانتخابات، يرجع لسببين أعلنت عنهما حملته. السبب الأول أن التوكيلين صدرا من معمرتين تبلغان من العمر عتيا ولم يمنعهما كبر سنهما من تحمل مشقة الذهاب للشهر العقاري، وتوثيق نموذجي التأييد. والسبب الثاني أنهما عاصرتا أحداثاً وتحولات تاريخية عدة، مثل ثورات 19 و52 وتأميم قناة السويس وحرب أكتوبر، وكونهما تخرجان لتأييد السيسي فهذا يعني أنهما تريان فيه أملاً وطموحاً جديداً قادراً على إحداث المزيد من الإنجازات التاريخية، فضلاً عن ثقتهما فيه كمرشح رئاسي لمصر.
وكان الدكتور محمد بهاء أبوشقة، المستشار القانوني لحملة السيسي، قد أكد أن المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية احتفظ بتوكيلين لتأييده من سيدتين يبلغ عمرهما 102 عام، وهما من مواليد سنة 1912، أي أنهما عاصرتا كل ثورات وحروب مصر، من ثورة 1919 وحتى الآن. والسيدتان من محافظة مرسى مطروح.
وأشار أبوشقة إلى أن السيسي احتفظ بتوكيلي تأييد هاتين السيدتين لأن خروج امرأة في هذه السن لتحرير توكيل للمشير له معنى كبير في قلبه، وستكون له دلالة راسخة أيضاً في عقول كل المصريين.
السيدة الأولى، وهي مستورة محمد، لم تكن متواجدة في منزلها لحظة إعلان أبوشقة خبر احتفاظ السيسي بتوكيلها، حيث كانت في مدينة الحمام التي تبعد 100 كلم غرباً من مدينة الإسكندرية للعلاج من بعض أمراض الشيخوخة.
فيما قالت المعمرة الأخرى، وهي ميزونة معزب سليمان، التي تقيم بنجع عايزينه الذي يبعد 20 كلم جنوب غرب مدينة الضبعة في الصحراء، إنها تتمنى فوز المشير السيسي بالرئاسة، وقامت بعمل توكيل له لأنها تحبه وتشاهده، وترى فيه رمزاً قوياً لرئيس مصر، مؤكدة أنها تتمنى الخير لبلدها.
وقالت لصحيفة “اليوم السابع” إنها عندما علمت بأن أفراد أسرتها سيذهبون للشهر العقاري لعمل توكيلات للسيسي، أصرت على أن يحملوها معهم، وفشلوا في ثنيها عن ذلك، فاصطحبوها معهم وعلمت التوكيل. ونظراً لكبر سنها تعاطف معها موظفو الشهر العقاري، وأنهوا إجراءات توكيلها وتوكيلات أسرتها بسرعة حتى تتسنى لها العودة للمنزل.
وأكد نجلها، ويدعي طاهر عايزينه هاشم (75 سنة)، أنه انتقل هو ووالدته وأولاده وبعض أحفاده إلى مدينة الضبعة، وعمل توكيلات للسيسي، لأنهم يحبونه ويدعون الله أن يحكم مصر ويحقق الخير لها. وقال إنه يطالب السيسي أن يهتم بالشباب، ويوفر لهم العمل، ويهتم بمدينة الضبعة، لأنها عانت من الحرمان والنسيان وتنقصها الخدمات. وقال إنه يرغب في أن يؤدي هو ووالدته فريضة الحج وزيارة بيت الله الحرام.
وأضاف أن الأمر كان طبيعياً بالنسبة لهم، ولم ينتظروا شكراً من أحد، حيث يرون أن واجبهم الوطني يدفعهم لتأييد السيسي إلى أن فوجئوا مساء الأربعاء بأن الحملة الانتخابية للسيسي تعلن اسم والدته هي وسيدة أخرى، معتبراً تصرف السيسي تكريماً لأمه وأبنائها وأحفادها.
المواطنون تنافسوا على توصيل المعمرتين
الشيخ أبوبكر الجراري، أحد مشايخ مدينة الضبعة وأكبر الداعمين لحملة السيسي، أكد لـ”العربية.نت” أنه فوجئ بالمعمرتين ضمن المتقدمين لعمل نماذج التأييد للسيسي، فاضطر لاستئذان المواطنين الآخرين لإفساح المجال لهما لإنهاء إجراءات التوكيلين الخاصين بهما، مراعاة لظروفهما الصحية وتقدمهما في العمر، وهو ما لاقى ترحيباً من الجميع، وفور أن تم إنهاء الإجراءات تنافس الجميع في التقدم لاصطحابهما وتوصيلهما لمنزليهما.
أما مستور أبو شكارة، أحد المشاركين في حملة دعم السيسي بالمحافظة والذي اصطحب السيدتين فور وصولهما للشهر العقاري، قال إن السيدتين قامتا منذ شهر أو أكثر بتحرير توكيلين للسيسي، وحتى قبل أن يعلن ترشحه تمهيداً لدعمه وإجباره على الترشح.
وأضاف لـ”العربية.نت” أن أبناء الضبعة، ومنهم السيدتان المعمرتان، أدركوا منذ اللحظة الأولى حجم المؤامرات الساعية لتقسيم مصر، فضربوا أروع الأمثلة في الوطنية والحنكة السياسية، وكان تصرف هاتين السيدتين تعبيراً وتجسيداً عن ذلك، وهو ما انتبه له المشير السيسي فاحتفظ بتوكيلهما كدليل على أنه تلقى الرسالة التي يريد أبناء الضبعة ومطروح أن يقدموها له، واستوعبها وفهمها جيداً.