ليلى الجوهري تعمل في قسم التكنولوجيا بقسم الموظفين الرئاسي، ولدت في الولايات المتحدة لكنها عاشت وترعرت في المملكة العربية السعودية والبحرين، تتحدث العربية بلهجة مصرية، عاشت في القاهرة لفترة قصيرة، ثم قررت العودة للولايات المتحدة لإيمانها بضرورة المشاركة في خدمة المجتمع.
أما فكرة أن تعمل في البيت الأبيض فقد كانت حلما بعيد المنال منذ أن كانت طفلة وتقول ”لم أكن أطمح أن أكون رئيسة أو وزيرة، بل موظفة في البيت الأبيض، أقدم خدمة عامة، وحتى لو كنت عاملة نظافة لقبلت بالعمل هنا لسبب بسيط، وهو أن أرى التاريخ يكتب أمامي، أو أن أكون جزءا منه، وحتى لو كانت مشاركتي على أبسط المستويات، أو ساعدت شخصا واحدا فقط، فهذا يكفينيي”.
الأجواء المشحونة بالعداء ضد المسلمين في ظل تصريحات المرشح الجمهوري تقلق ليلى رغم إدراكها أنها تصريحات مسيسة تخدم أغراضا انتخابية، وهذا شيء
تتفهمه، وتستطرد ”الجميع يريد الأمن والسلام لهم ولعائلاتهم”.
كما تقول إنها كانت تواقة وشغوفة للعمل في إدارة الرئيس أوباما لدرجة اعتقدت معها عائلة ليلى أنها أصيبت بالجنون عندما قررت أن تستقيل من عملها المربح مع شركة علاقات عامة، وتقطع المحيطات حول العالم ما بين ليلة وضحاها للعمل كمتدربة في حملة الرئيس أوباما الانتخابية من أجل إعادة انتخابه رئيسا ضد خصمه المرشح الجمهوري ميت رومني عام 2012.
وحصلت لاحقا وبعد العمل التطوعي على وظيفة ثابتة في مكتب “ال اي تي” لموظفي الرئاسة.
حتى بعد وصولها إلى البيت الأبيض لا تزال ليلى غير مصدقة بأنها حصلت على هذة الوظيفة، فكثيرون شككوا في إمكانية وصولها للعمل في البيت الأبيض، كونها مسلمة، خصوصا بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر التي غيرت من نظرة الأميركيين للجالية المسلمة وللمسلمين بشكل عام.
لكن هل تشعر ليلى بالإحباط تجاه ساسيات الرئيس أوباما في الشرق الأوسط، خصوصا في سوريا في ظل الاتهامات الموجهة للإدارة بأنها أخفقت في إنهاء الأزمة السورية ووقف نزيف الدم.
تقول إنها تثق بالرئيس أوباما بأن يفعل الأفضل للشعب الأميركي، وكل قرار يتخذه الرئيس لن يحصل على تأييد الجميع.
وتضيف أنها تحاول ضمن صلاحياتها ونطاق عملها أن تساعد كثيرين.
وتفتخر ليلى بعملها في البيت الأبيض، وترى أن حلمها قد تحقق لكنه غير مكتمل، فرغم عملها في المبنى الذي يعمل فيه الآلاف من الموظفين فهي لا ترى الرئيس أوباما إلا من بعيد، ولم تلتق به وجها لوجه، أو تتحدث معه حتى الآن .