رومانيا اختارت مسلمة من أقلية تتار المغول فيها، لتشغل منصب رئيس الوزراء كأول امرأة تتولاه بتاريخها، فيما لو وافق رئيس البلاد وبرلمانها على Sevil Geambec المعروفة للرومان باسم Sevil Shhaideh منذ تزوجها في 2011 رجل أعمال سوري، اسمه أكرم شهيدة ومولود قبل 64 سنة باللاذقية، وعنهما جمعت “العربية.نت” ما تيسر من معلومات، مترجما عن وسائل إعلام رومانية تجولت بمواقعها، وفيها أن البالغ عمرها 52 صارعت قبل سنوات سرطانا قهرته، لكنها لا تزال تعاني من آثار عدوانه عليها للآن.
أمس الأربعاء أعلن “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” الفائز بانتخابات 11 ديسمبر الجاري بنسبة 45% من الأصوات، ترشيحه لوزيرة التنمية الإقليمية سيفيل شهيدة، كأول مسلمة للمنصب في بلاد 88% من سكانها البالغين 20 مليونا، مسيحيون معظمهم أرثوذكس، فيما المسلمون بالكاد 65 ألفا، بعضهم مثلها من التتار ذوي الأصل المغولي، ومعظم البعض الآخر من أصل تركي.
“وإلا فالبديل أزمة بالحكم”
زعيم الحزب Liviu Dragnea صرح في ما نقلته عنه الوكالات أمس، أنه لن يرشح شخصا آخر للمنصب إذا لم يوافق البرلمان، وأيضا رئيس رومانيا الألماني الأصل Klaus Johannisعلى شهيدة، لأن حزبها شكل كتلة واحدة مع “تحالف الليبراليين والديمقراطيين” وهما أغلبية معا بالبرلمان، لذلك لا حل إلا بالموافقة على المسلمة والمرأة الوحيدة التي قد تصل إلى المنصب، وهو يستقبلها أمس ويصافحها ليتسلم أوراق ترشيحها، وهو الرئيس كلاوس يوهانيس، كما يجد الملم بعض الشيء بأي لغة لاتينية، خصوصا البرتغالية، أن الفيديو يبدأ بالحديث عما تملكه في سوريا مع زوجها الذي لا نجد في الإنترنت إلا صورة واحدة له، ولا صورة أيضاً له ولها معا.
وكان بإمكان دراغنيا، طرح نفسه للمنصب إذا أراد، إلا أن الرئيس الروماني سبقه بالإعلان أنه لن يوافق على أي شخص “أدين بجرم جنائي أو خاضع لتحقيقات لا تزال مستمرة” مشيراً بتصريحه إلى دراغنيا الذي “تمت إدانته في أبريل الماضي بالسجن عامين من دون تنفيذ بتهمة تزوير الانتخابات، لذلك طرح اسم شهيدة للمنصب، مع أنها غير معروفة ولم تشغل منصب وزير إلا 6 أشهر فقط” طبقا لما قرأت “العربية.نت” في موقع Aktual24 الإعلامي الروماني، المضيف أن رئاسة الوزراء “هي من نصيب الحزب المالك أغلبية في البرلمان عادة، وإلا فالبديل أزمة بالحكم”، وفق تحليله.
وتملك معه 3 شقق بدمشق واللاذقية
والمعروف عن شهيدة أنها أمضت معظم حياتها في مدينة Constanta التاريخية الشهيرة بمينائها الأكبر في رومانيا على ساحل البحر الأسود، وهي مقرّبة من رئيس الحزب الفائز، وإقامتها حديثة بالعاصمة بوخارست، حيث تزوجت من أكرم شهيدة، المهاجر منذ 2011 في رومانيا، والمالكة معه 3 شقق في دمشق واللاذقية، لما يسمونه “إقرار الذمة المالية” عن العام الماضي، ونشرتها وسائل إعلام رومانية الأربعاء، وهو تقليد في البلاد لمعرفة ثروة المقبلين على تولي مناصب عليا.
يذكر الزوج في الإقرار، الخالي من قيمة الأملاك، أنه اشترى في 1993 نسبة 50 % من شقة باللاذقية مساحتها 95 مترا مربعا، وثانية في 2003 بدمشق، مساحتها 145 وثالثة في 2013 بدمشق أيضا، ومساحتها 180 مترا مربعا. أما زوجته، فنشر الإعلام الروماني إقرارها الموضح في 2015 ملكيتها لشقة مساحتها 47 مترا مربعا في العاصمة الرومانية.
وفي سيرة الدكتور أكرم، أنه تخرج في 1984 في “جامعة تشرين” باللاذقية، وبعدها في 2010 حصل على دكتوراه بالاقتصاد من “أكاديمية الدراسات الاقتصادية” في بوخارست، وثانية بالعلوم الزراعية من “كلية الإدارة والاقتصاد الهندسة والزراعة الريفية” بالعاصمة أيضا.
“عمل 22 سنة لنظام الأسد”
ونجد عنه في موقع Flux 24 الروماني، أنه “عمل 22 سنة لنظام الأسد” باشتغاله من 1988 حتى 2011 بوزارة الزراعة في سوريا، ثم هاجر ذلك العام إلى رومانيا، وتزوج وحصل على جنسيتها فيما بعد، وقبلها عمل مستشارا زراعيا وأستاذا حتى 2013 للزراعة في جامعة Ovidius بمدينة “كونستانتا” ثم مستشارا حتى 2014 لوزارة الزراعة، وهو ما وجدته عنه “العربية.نت” في موقع Linkind In المورد أيضا أنه يتحدث العربية والإنجليزية والرومانية، إضافة إلى تفاصيل عما تخصص به ودرسه، ومعظمه في مجال الزراعة تقريبا.
لو وافق الرئيس الروماني على سيفيل شهيدة هذا الأسبوع كما يتوقعون، ومن بعده منحها البرلمان الثقة الأسبوع المقبل على الأكثر، فستصبح ثالث مسلمة تشغل المنصب الأول ببلد أوربي بعد من تنشر “العربية.نت” صورتيهما أعلاه، وهما Tansu Ciller رئيسة وزراء تركيا من 1993 طوال 3 أعوام، ثم Atifete Jahjaga رئيسة جمهورية كوسوفو من 2011 حتى نهاية ولايتها في أبريل الماضي. إلا أن شهيدة الذي كان والدها سعد الدين جيامبيك خبيرا بالضوء في مسرح مدينة كونستانتا الوطني، هي الوحيدة التي تصل إلى رئاسة وزراء دولة أوروبية، مسلموها أقلية.