من المعروف أن التدخين أصبح ممنوعاً في معظم الأماكن العامة، لاسيما المغلقة، في العديد من الدول حول العالم، لكن أن يمنع حتى ذكر واقعة التدخين في الروايات فأمر جديد حتماً. وفي التفاصيل أن نائبين فرنسيين يسعيان إلى توسيع دائرة قانون منع التدخين في الأماكن العامة في فرنسا، ليشمل أحداث الروايات وينتزع السجائر من بين أنامل أبطالها، بحسب ما أوردت صحيفة “الشرق الأوسط”.
فقد عكف كل من ديفيد فيشر وبرنار دوبيجياك على صياغة مقترح يطالب لا بمنع صور المدخنين على الأغلفة، بل بمنع التطرق إلى التدخين في سياق النص المطبوع.
غلاف رواية لامرأة في يدها سيجارة
يأتي المسعى في وقت تتصدر فيه رواية “لا شيء يقف بوجه الليل” للكاتبة دلفين دوفيغان قوائم المبيعات الأعلى في المكتبات، ويحمل غلاف الرواية صورة امرأة وبيدها سيجارة ينتشر دخانها في الجو. ورغم انتماء النائبين إلى معسكرين متعارضين، فإنهما يتفقان على حجة مشتركة، وهي أن إدمان التدخين قضية تتعلق بالمخيلة العامة، وهما يعتقدان أن الحرب على السجائر لا بد أن تستأصل المشكلة من رؤوس المدخنين أو أولئك الذين سيجربون السجائر تلبية لممارسة اجتماعية شائعة. ويؤكد النائبان أن لأبطال الروايات والأفلام والقصص المصورة تأثيراً على نفوس المشاهدين الذين يميلون إلى تقليدهم.
ومن الأمثلة التي يقدمها صاحبا المشروع المقترح، الجاذبية التي تميز بها غليون شارلوك هولمز في روايات الكاتب الأسكتلندي السير آرثر كونان دويل، وامتداح التبغ في مسرحية “دون جوان” للفرنسي موليير، ومشهد البطل الذي يشعر بالمتعة وهو يلف سجائره في رواية الروسي سولجنستين “يوم في حياة إيفان دينيسوفياتش”.
منع الإعلانات والصور التي تظهر السيجارة
يذكر أن إدارة النقل العام في فرنسا كانت قد منعت تعليق أي إعلانات داخل محطات المترو أو على جوانب الحافلات لملصقات سينمائية أو لمعارض تحمل صوراً لأشخاص يدخنون، وذلك منذ أن صدر قانون منع التدخين في فرنسا عام 2007. لكن دائرة البريد سبقت القانون ومحت السيجارة الظاهرة في يد وزير الثقافة الأسبق أندريه مالرو، في صورة شهيرة له، مقابل إصدار طابع باسمه يحمل تلك الصورة عام 1996. وفي عام 2005، تم محو السيجارة من يد فيلسوف الوجودية جان بول سارتر كشرط لاستخدام صورته في ملصق للإعلان عن معرض مخصص له في المكتبة الوطنية.