غامرت أم شجاعة بحياتها لإنقاذ طفلها ابن العامين (حاليا)، من كلب مخبول ينتمي لفصيلة “ستافوردشاير” – نسبة إلى بلدة إنجليزية -، قضى نهشا على طفلها الآخر ابن الأربعة أشهر أمام ناظريها.
وقد كانت غادي روجيرز في منزل شقيقتها مع ولديها، عندما قام كلب الحراسة المنزلي بالهجوم فجأة على الطفل دانييال الذي كان في الشهر الـ 22 من عمره، لحظة وقوع الحادثة.
وهبت الأم لنجدة دانييال في الوقت الذي كانت فيه تمسك بطفلها الآخر الرضيع ارشي بين ذراعيها، لكن الكلب غافلها بطريقة مأساوية ليخطف منها أرشي الصغير.
ولم تمض سوى ثوان إلا وكان الكلب المجنون واسمه بيلي قد قام بقتل الطفل الرضيع على الفور. وقد تم الكشف عن تفاصيل هذه القصة في محكمة إسيكس بمكتب الطب الشرعي يوم الجمعة 9 ديسمبر، عندما كان المحققون يستمعون إلى الحكاية المروعة عن وفاة الرضيع وشجاعة الأم التي قاتلت ببسالة ضد الكلب لتنقذ طفلها الأكبر.
بداية المأساة
وكانت السيدة روجرز والطفلان قد انتقلوا للعيش في المنزل الذي وقعت فيه الكارثة بمنطقة كولشيستر شمال شرق لندن، قبل أسبوع. وذلك للبقاء لبعض الأيام مع أختها التي تعمل ضابطة بالشرطة، واسمها كلير فرديناند (31 عاما) وزوجها جون (36 عاما) وكلبهما المجنون.
وكان الزوجان فريدناند وجون قد غادرا المنزل قبل نصف ساعة من وقوع الحدث المؤسف، وكانت الأم من المفترض أن لديها موعدا مع زوجها بالخارج خلال نصف ساعة لم ينجز بسبب الكارثة التي وقعت.
وذكر مفتش الشرطة غري بيدل أن الأم قاتلت ببسالة ضد الكلب، لتنقذ طفلها الناجي من تلك المأساة “خاصة أنها كانت وحدها بالمنزل في ذلك التوقيت العصيب”.
وقد كانت الأم غادي تجلس في غرفة المعيشة مع طفليها وحيث دخل الكلب فجأة إلى المكان وغيّر من تصرفاته الوديعة بطريقة مفاجئة، بحيث تنمر وبدأ بسلوك الأشرار.
وحاولت غادي أن تبعده ولكنه ذهب مباشرة إلى دانييال وشرع في عضّه وهزّه من رأسه.
وهنا بذلت الأم ما بوسعها لكي تبعد الكلب عن الطفل الأكبر، ليقوم بمباغتتها ويهاجم الرضيع بانتزاعه من بين ذراعيها ليقضي عليه نهشا بعد أن هزه شديدا وهو يمسك به مطوّفا في أنحاء الغرفة. ثم رمى به أخيرا على الأرض بقوة، لتدرك غادي أن ابنها قد فارق الحياة.
نضال لإنقاذ دانييال
وهنا كان نضال الأم لتنقذ دانييال الأكبر حيث هرعت به إلى المطبخ، لتجري اتصالا بـ 999 رقم الطوارئ طلبا للنجدة.
وعندما كانت تتصل بالشرطة، وضعت الطفل على أعلى سطح طاولة بالمطبخ لحمايته من الكلب المجنون إلا أنه قام بجره ليمارس معه الدور نفسه الذي قضى به على شقيقه.
وقد سمع من خلال تسجيلات الطوارئ صراخ المرأة وهي تخبر الشرطة وفي الوقت نفسه محاولاتها المستبسلة لإنقاذ دانييال من الكلب المسعور.
وأنهت المكالمة لتأخذ طفلها بعنوة ومن ثم تهرب به لغرفة المعيشة بعد أن صنعت متراسا عبر حصره تحت عريشة وراء المطبخ، لمنعه من الخروج.
وصول المساعدة
عندما وصل رجال الطوارئ وجدوا أنه لا أحد يفتح الباب. ومن النافذة رأوا الرضيع ممددا بلا حراك على الأرض وأخاه يعاني من جروح في الرأس مبطوحا على الأريكة.
ونقل الطفلان إلى مستشفى كولشستر العام، ليتضح أن أرشي قد مات بمجرد وصوله هناك في حوالي الساعة الرابعة عصرا يوم 13 أكتوبر الماضي، واتضح أن سبب الوفاة إصابات بالغة في الرأس.
وبالنسبة لدانييال الذي يحتفل ببلوغه الثانية من عمره هذه الأيام، فهو قد تعافى بعد عمليات خضع لها، وخلال أسبوعين كان وضعه أفضل بكثير.
تاريخ الكلب المجنون
وقد ورد في التحقيق أن السيدة فريدناند وزوجها جون يمتلكان الكلب منذ أربع سنوات بعد أن أحضراه من مركز للإنقاذ تم إغلاقه.
وقد أجرت الشرطة سلسلة من التحقيقات في سلوك الكلب قبل الهجوم، لم يتضح منها أي شيء غير طبيعي أو إشارة لسلوك عدواني محتمل.
لكن المالك السابق للكلب وهي سيدة، قالت إنها اضطرت للتنازل عنه، بعد أن كان يتعرض لهجوم من قبل كلبها الآخر.
وقد وصفت المحققة إسيكس اليانور الهجوم بأنه “مروع”، وأن وفاة الطفل سجلت على أنها كانت حادثا، وهي من نوع الحوادث غير المتوقعة التي لا يمكن السيطرة عليها”.
وقالت عن السيدة روجرز: “لاشك أنها قاتلت ببسالة. فمقارعة كلب ليست سهلة حتى لو كنت وحيدا، فما بالك إذا كنت مع طفلين تريد حمايتهما؟ ولحسن الحظ أن أحدهما قد تم إنقاذه”.