تواجه إسرائيل مشكلة في العثور على أماكن جديدة لدفن الموتى، خاصة مع عدد من السكان يصل 8.2 ملايين نسمة، لذا بدأت الحكومة الإسرائيلية بدفن الموتى فوق الأرض بدلاً من دفنهم تحت سطحها.
لكن هذه الفكرة ليست جديدة من نوعها، فقد طبقها المصريون والصينيون واليابانيون والأمريكيون من ولاية نيو أورلينز، في الأماكن التي تعرف بارتفاع مد المياه، وتهديد المقابر، كما تحوي البرازيل أعلى مقبرة في العالم وهي مقبرة “Memorial Necropole Ecumenica” التي تتألف من 32 طابقاً، والهند تملك برج “Moshka” الذي سيتم تقسيمه لأجزاء مختلفة وفقاً للديانات الأربع التي تضمها البلاد.
ويقول المهندسان المسؤولان عن مشروع بناء 30 بناية بمقابر متعددة المستويات، توفيا ساغيف ويوري بونجر، إن المشروع سيتم خارج مدينة تل أبيب، وسيرتفع على بناء على مسافة 21 متراً، وذلك تحت إشراف من الحاخامات اليهود ووزارة الخدمات الدينية في إسرائيل.
وأشار ساغيف إلى أنه “لا يوجد مكان فعلاً لإنشاء مقبرة لدفن الموتى تحت الأرض في إسرائيل”، وأنه “من غير المسموح لنا بأن نحرق الجثث أو حتى بأن ننقل العظام، لذا فهذا هو الحل الأمثل”، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيوفر أماكن ملائمة لدفن الموتى ومساحة متناسبة لما يكفي للعقدين القادمين.
لكن شدد ساغيف في الوقت ذاته على أن الأساس في الدفن الإسرائيلي يتمحور حول الدفن في التراب وفقاً لما ورد في سفر التكوين بالتوراة: “عرق جبينك تأكل خبزًا حتّى تعود إلى الأرض، فمنها أخذتَ لأنّك تراب وإلى التراب تعود”، ولهذا فإن الطوابق المتعددة ستحوي تراب لدفن الموتى بشكل منفصل فيها.”
كما أن كل طوابق المقابر ستتكون من أنابيب ممتلئة بالتراب وموصولة بتراب الأرض حتى يبقى هنالك اتصال بين جسد الميت والأرض، وسيقيم المشرفون على المشروع مؤتمراً في نوفمبر/تشرين ثاني للتواصل مع وزارة الخدمات الدينية حول التشريعات وسياسات الدفن ومدى ملاءمتها للقوانين اليهودية، في الوقت الذي يعرب فيه العديد من اليهود المتشددون معارضتهم لهذا المشروع.