تفوح حلبة الرقص برائحة سميكة من العرق والكحول، والأيدي المزخرفة بالوشم، والتي تحمل عصي توهج النيون في الظلام من خلال صوت ريميكس للمغنية الأمريكية مايلي سايروس بأغنية “ريكينغ ذا بول” والتي يُسمع صداها في أجواء النادي.
هذا ما تتوقع أن تراه في ملهى ساخن في نيويورك، في الثانية من بعد ظهر يوم أحد. أما رسومات الوشم فهي وهمية، إذ غالبية المحتفلين هم من الأطفال في المرحلة الابتدائية. وتقوم الطفلة كاي التي تبلغ من العمر تسع سنوات بدور “دي جي” حيث تضع السماعات على أذنيه، فتومض أضواء النيون، ويبدأ الحشد بالهتف ورفع أيديهم عالياً في الهواء.
وتنظم “فوزيبوب” بحسب موقع “سي ان ان” هذه الحفلات الراقصة شهرياً للأطفال ما دون الـ12 عاما، والذين يقضون ساعات طويلة في النوادي الليلية العصرية في جميع أنحاء مانهاتن.
وقال جيسي سبراغ والذي أسس مع زوجته، جيني سونغ “فوزيبوب” العام الماضي: “هذا ما كنا نفعله في كل الأوقات قبل أن ننجب الأطفال، إذ لم يعد لدينا الوقت للاحتفال في نادي ليلي،” مضيفا أن “الجميع يبحث دائما عن الترفيه العائلي ونحن نعرف أن الاطفال لديهم طاقة يريدون تفجيرها.”
وأمضى سبراغ سنوات في العمل في الحياة الليلية في جميع أنحاء المدينة، حيث التقى بزوجته سونغ، خلال إحدى حفلات الرقص في ناد ليلي. وبعدما أنجبا ابنهما، احتفلا بعيد ميلاده الأول في إحدى نوادي الرقص التي كان يعمل بها سبراغ. ودعا الثنائي العديد من أصدقائهم، بصحبة أطفالهم. وتعليقاً على ذلك قال سبراغ: “لم يرغب أحد منهم بانتهاء الحفلة.”
وأضاف سبراغ أن “جميع الآباء قالوا إنهم سيدفعون المال لقاء حضور هذه الحفلات، لذلك قدمنا بتأسيس شركة صغيرة لتنظيم الحفلات الراقصة للآباء وأطفالهم”.
وتعقد “فوزي بوب” الحفلات لحوالي 200 طفل مرة شهريا. وتتراوح رسوم الدخول إلى الحفلة بين 20 دولاراً للشخص الواحد، و60 دولاراً لعائلة تتألف من أربعة أشخاص. ورغم أن “فوزيبوب” لم تتمكن حتى الآن من جني الأرباح، إلا أنها في الوقت ذاته لم تعان من أي خسائر.”
وتوضع إشارة “في أي بي” على جميع الطاولات، فضلاً عن تقديم زجاجات الشمبانيا للأهل والعصير للأطفال