نشر موقع TED الأميركي مقالاً يشرح فيه أسباب رائحة العرق الذي يفرزه جسم الإنسان وطرق القضاء عليها، لافتًا الى أن التأثر بالجينات الوراثية والعمر، والنظام الغذائي، والنظافة العامة، في إطلاق هذه الروائح، بحسب ما نقل عنه موقع “سبوتنيك”.
في البداية، هناك شيئان يقفان وراء إنتاج الرائحة، إفرازات الإبط والبكتيريا التي تتغذى عليها. ويربط معظم الناس رائحة الجسم بالعرق، وهو بالفعل جزء مهم لفهم لغز هذه الرائحة. ويحتوي جسم الإنسان على ملايين الغدد العرقية، وتظهر من خلال نوعين رئيسيين، هما:
1- غدة عرقية مفرزة: توجد في جميع أنحاء الجلد وتفرز في الأساس الماء والملح.
2- غدة مفترزة عرقية: تظهر عند الوصول إلى سن البلوغ، وتوجد في بعض اماكن الجسم مثل الإبطين. يمتلئ العرق الذي يفرزه هذا النوع بالبروتينات والدهون. تشكل هذه الإفرازات، في حد ذاتها، الرائحة الكريهة عادة، وتعد أماكن إفرازها الأماكن التي تأتي منها البكتيريا.
وتابع المقال أن كل سنتيمتر مربع من أجسامنا يغطيه الآلاف من البكتيريا، وأن العديد من الكائنات الحية الدقيقة تزدهر في البيئات الرطبة، مثل الإبطين على سبيل المثال، حيث يوجد حوالي مليون نوع من البكتيريا في كل سنتيمتر مربع، إذ تعتبر واحدة من أعلى التركيزات في أي مكان في الجلد.
ويختبئ في هذه الأماكن العديد من الكائنات الحية الدقيقة وأنواع البكتيريا الوتدية، وغيرها.
وتابع: “عندما تتغذى هذه البكتيريا على البروتينات والدهون في العرق المفرز، تتحول المركبات عديمة الرائحة إلى نوع جديد تكون رائحته كريهة جدا. تكون بعض هذه المركبات من أسوأ مركبات المواد الكيميائية المحتوية على الكبريت، وهو ما يتسبب في إعطاء الجسم رائحة العرق الكريهة التي تشبه رائحة البصل. وكذلك الأحماض الكربوكسيلية هي مزيج من الرائحة التي تشبه رائحة الجبن.”
هذه الروائح تنتشر في الهواء لتصل مباشرة إلى أنوفنا، ويصل تركيز هذه الروائح أقل من واحد في المليون. وتعتمد على عدد الميكروبات المقيمة في في الإبط، وكذلك والمواد الغذائية التي توفر غدد جسم الإنسان لهم.
وتساعد الجينات في تحديد المركبات التي تُنتج، وكذلك الكمية، لذلك كل شخص لديه مجموعة مختلفة قليلا من هذه الجينات. وفي الواقع، ينتشر الجين الذي يلغي عمليا رائحة الجسم بين الأشخاص ذوي الأصل الشرق آسيوي.
ويزيد الأدرينالين نسبة الافرازات العرقية، لذلك تكون رائحة الجسم أكثر كثافة عندما يكون الشخص عصبي. ويختلف تكوين البكتيريا والتركيز أيضا بين الأفراد ويؤدي دورا. حتى ما تأكله يمكن أن يكون لها تأثير صغير على رائحة الجسم.
وتابع الموقع مشيرًا الى أن غسل الإبطين بالماء والصابون يساعد لكنه لا يزيل كل البكتيريا، نظرًا لأن العديد من هذه البكتريا يوجد في الطبقات العميقة من الجلد. ومع ذلك، تمنع مزيلات الروائح النشاط وتغطي الروائح البكتيرية في نفس الوقت. كما تعمل مضادات التعرق كسدادات هلامية صغيرة تمنع إفرازات الغدد العرقية، وتجفف الإبطين.
وبينما تواصل محاربة رائحة الجسم، يحاول العلماء فهم ذلك. لكن لا نعرف لماذا يفسر الدماغ هذه الروائح باعتبارها روائح تثير الاشمئزاز.
لكن، وبحسب المقال، يقترح بعض الباحثين أن إفرازات الإبط يمكن أن يكون له وظيفة إيجابية، أيضا، مثل تدعيم الروابط الاجتماعية وتوفير وسيلة للاتصال الكيميائي.