في جميع أكشاك بيع الجرائد والمجلات الورقية، على امتداد شارع محمد الخامس، في قلب العاصمة المغربية الرباط، يبرز عنوان جديد في الصحافة الورقية. ففي سابقة من نوعها في العالم العربي، قررت إدارة موقع إخباري على الإنترنت، الدخول في مغامرة صحافية ضد التيار العالمي، بنشر مجلة ورقية أسبوعية.
وتحمل هذه المجلة اسم “هيسبريس”، وهو نفس اسم أول موقع إخباري في المنطقة المغاربية، وثالث موقع إخباري في العالم العربي، وفق النسخة العربية، من مجلة فوربس.
52 صفحة بدولار وربع
في عددها رقم 1، اختارت المجلة الورقية الجديدة لغلافها صورة للرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، مع صديق له مغربي من مدينة تارودانت (جنوب المغرب) وعنونت بـ “شيراك الروداني”. ويبلغ عدد صفحات العدد 52 صفحة، وثمن المجلة حوالي دولار وربع دولار أمريكي، أي 10 دراهم مغربية.
ويرأس تحرير المجلة صحافي مغربي شاب، اسمه فؤاد مدني (28 سنة) في أول تحمل له لمسؤولية إدارة مجلة ورقية يعول عليها المراقبون لإنعاش سوق المنشورات المحدود جدا باعتراف من الأرقام الرسمية. فوزارة الثقافة تتحدث عن مجموع قراء للورقي في المغرب لا يتجاوزون 30 ألفا من أصل حوالي 35 مليون مغربي.
وفي افتتاحية العدد الأول للمجلة الورقية، وتحت عنوان “العجوز وهيسبريس”، أعلنت إدارة المجلة أن توقيت النشر الورقي يأتي في زمن يعرف رحيلا عالميا لواحدة من المجلات العملاقة وهي الـ”نيوزويك” عن العالم الورقي، ولجوئها صوب العالم الافتراضي في زمن الأزمة الاقتصادية العالمية.
وربطت الافتتاحية بين تجربة الورقي وتجربة موقع “هيسبريس” على الإنترنت، الذي يحقق شهريا 90 مليون زيارة، ومتوسط يومي للزيارات يقدر بحوالي 600 ألف زيارة، لتعلن الافتتاحية أن النسخة الورقية هي استمرار لـ “قصة النجاح” على العالم الافتراضي.
فريق من الشباب
وفي حديث لـ”العربية” أقر فؤاد مدني، مدير نشر ورئيس تحرير “هيسبريس” الورقية، أن المجلة “سباحة ضد التيار في خضم هجرة جماعية صوب عالم الإنترنت” في العالم العربي. إلا أنه ذكّر أن “الصحافة الورقية تعايشت مع كل وسائل الإعلام التي أتت من بعدها”.
ووصف مدني إطلاق المجلة بـ”المغامرة الجديدة”، كاشفاً أن من يقود هذه المغامرة هو “فريق صحافي من الشباب يؤمن بقدرته على تقديم منتج قابل للقراءة من قبل المغاربة” في مرحلة زمنية “يعاني فيها سوق القراءة من ركود كبير”.
وفي ما يخص مضمون المنشور في النسخة الورقية من “هيسبريس”، ذكرت افتتاحية المجلة التي وقعها مدني، أن المطبوعة “لن تفتري على أحد وستقول الحقيقة للجميع”، لأن الإرادة هي أن لا تكون المجلة “نسخة لأحد”، ولا “بديلا لأي أحد”.
كما اعتبرت المجلة أن الأمر يتعلق بـ “تجربة صحافية مغربية شابة ستعيد الاعتبار للتحليل الصحافي وللأجناس الصحافية الراقية، في سياق مغربي يعترف الجميع بأن الشباب كان هو المحرك الحقيقي الفاعل في مجرياته”.