يسخر الألمان عادة من الفضائح السياسية غير القابلة للتصديق بالسؤال: “أين نعيش نحن يا ترى، في “مدينة البط؟”، والمقصود طبعا هي مدينة البط التي تجري فيها مغامرات ميكي والعم دهب وعبقرينو وبطوط والأولاد.
أما مجلة “ميكي”، التي تنشرها والت ديزني، فقد حولت العاصمة برلين، في عددها الأخير، إلى “مدينة بط” لا تجد منقذا غير الملياردير الجشع عم دهب. ونشرت معظم الصحف الألمانية مقاطع من القصة المصورة “كوميك” التي تصور مطارا بلا مدرج يبدو كأنه قرية من العصر الروماني. وهكذا تحولت برلين، ومحافظها وسياسيوها، إلى شخصيات كاريكاتيرية يضحك منها الألمان بملء أشداقهم، بحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”.
ومعروف أن افتتاح مطار برلين الجديد تأخر أكثر من مرة بسبب الفضائح والنواقص “التقنية” والأمنية، التي أحصى المهندسون آلافا منها. وكادت قضية المطار تطيح بمحافظ العاصمة كلاوس فوفيرات، إلا أنه تشبث بدائرته بدعوى أنه لا ينهزم أمام المشاكل.
ويحمل مطار برلين الجديد، في “مدينة البط” الاسم المختصر “EER” عوضا عن الاسم الحقيقي “BER” وحمل محافظ “مدينة البط” اسم “فوفيلايد” بدلا من فوفيرات، والاسم الأول يعني “الكثير من الأسف”، ويعمل طيارا متخصصا في الهبوط الاضطراري. أما رئيس الحكومة الحقيقي ماتياس بلاتسايك (ركن المكان بالألمانية) فيحمل في قصة ميكي اسم “سباتسيك” (أي ركن العصافير) تماشيا مع أجواء مدينة البط. ويتولى الأخير مهمة الكشف الأمني على “مناقير” الطائرات.
يذكر أن تكلفة بناء مطار برلين الجديد “الحقيقي” ارتفعت من 4.3 مليار يورو إلى5.5 مليار بسبب الأخطاء في البناء، وإذ قدر فوفيرات احتمال انتهاء الأعمال به سنة 2014، قدر العم دهب أنه يحتاج إلى فترة طويلة تمتد حتى 2037 كي يتغلب على كافة الأخطاء الهندسية والأمنية في البناء.