عندما زارت الفنانة ماجدة الرومي الجزائر قبل سنوات، خصتها السلطات الجزائرية بحارسة شخصية كانت تعمل حينها مع الوزيرة نوارة جعفر.
وبحسها الفني، لم تنتبه الفنانة ماجدة الرومي إلى كثير من التفاصيل التي أحيطت بها في زيارتها الفنية، أكثر من انتباهها إلى وجود حارسة شخصية تهتم بها.
بالنسبة لماجدة الرومي، كان ذلك تأكيدا على قوة المرأة الجزائرية التي ترسخت لديها، وتعبيرا عن تواجد المرأة الجزائرية في كل المواقع وتجاوزها لكل الظروف، والحواجز المجتمعية، خاصة وأن انتداب الحارسات الشخصيات، سواء بشكل رسمي أو بشكل غير رسمي، لم يكن حينها قد بلغ بعد منطقة الشرق الأوسط.
وفي مدرسة الشرطة في عين البنيان في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، كما في عدد من مدارس الشرطة الأخرى في الجزائر، تتخرج كل سنة دفعات من حارسات للشخصيات، يتلقين التدريب على تقنيات الحماية الشخصية والدفاع واستعمال الأسلحة الخفيفة والمراقبة اللصيقة، وبعض أدبيات البروتوكولات المتصلة أساسا بالشخصيات الرسمية.
وفي هذا السياق، تلازم منذ سنوات حارسة خاصة ضمن فريق حراسة السيدة لويزة حنون رئيسة حزب العمال اليساري في الجزائر، وتواكب هذه البنت السمراء التي تخرجت من مدرسة الشرطة، مسار لويزة حنون يوميا.
وتضطر إلى السير معها لمسافة طويلة أيام العطلة، حيث تفضل حنّون النزول من بيتها إلى وسط العاصمة الجزائرية مشيا على الأقدام.
وتفضل السلطات الجزائرية انتداب حارسات شخصيات في كل فرق الحراسة المخصصة للوزيرات أو الشخصيات النسوية الرسمية، كما تقوم بالأمر نفسه حين يتعلق بالأمر بضيفات أجنبيات يزرن الجزائر.
ومع تطور وجود المرأة في الجزائر على الصعيد الاقتصادي وفي سوق رأس المال والأعمال، وبروز عدد من نساء الأعمال على الصعيد المهني في الجزائر، تعمد عدد قليل منهن إلى انتداب حارسات شخصيات بدلا من حراس شخصيين، تتوفر فيهن الخبرة والقوة اللازمة وإتقان الرياضات القتالية التي يتطلبها هكذا عمل.
لكن عدد الحارسات الشخصيات قليل في الجزائر، فالظروف المجتمعية لا تتيح للمرأة العمل كحارسة شخصية على نطاق واسع، كما أن أداء هذه المهنة يستوجب تلقي التدريبات الفنية والتقنية، والتي لا تتوفر في الوقت الحالي إلا لدى جهاز الأمن والشرطة فقط.
ومع كل التطور الحاصل، ووجود الشركات الأمنية الخاصة في الجزائر، غير أن عمل هذه الشركات ما زال يقتصر على توفير أعوان أمن وحراسة للمؤسسات التجارية والاقتصادية ليس إلا، فيما يتكفل جهاز الشرطة بتوفير أعوان الحراسة الخاصة للشخصيات الرسمية.
alah ybarek