العربية.نت- لا شك أن الحملة الدعائية التي شنها عدد من الممثلين السوريين لدعوة الناس إلى المشاركة في الانتخابات، قوبلت بكم كبير من السخرية السوداء، فلا الوضع الميداني السوري يسمح بذلك، ولا قدرة الناس النفسية وسط بركة الدم التي يسبحون فيها تخولهم التوجه لممارسة مثل هذا الحق في ظروف تغرق البلاد يومياً بالمآسي.
لعل هذا ما تهدف إليه الحملة التي يستعد نشطاء الثورة السورية خلال ساعات لإطلاقها، لتحديد رؤيتهم وموقفهم من “الانتخابات” التي يحضر لها نظام بشار الأسد فوق بركة الدم في سوريا، كما يقولون.
يشارك في الحملة التي ستترجم مخرجاتها لعدة لغات، عدد كبير من النشطاء من الداخل والخارج، إضافة لعدد كبير من الهيئات الثورية والتنسيقيات وفعاليات اجتماعية وسياسية من الجاليات السورية في الخارج ومن إعلاميين، فالعديد من الاجتماعات التحضيرية جرت للترتيب لفعاليات الحملة، واختيار اسم مناسب تحت موقف جماعي من “الانتخابات” التي يعتبرها هؤلاء سلاحاً قاتلاً آخر يشهره بشار الأسد بتغطية دولية في وجه الشعب السوري.
ومن المتوقع أن يطلق قريباً “هاشتاغ مميز” يتضمن الاسم الذي تم التوافق عليه من بين أكثر من ثلاثين اسما كانت مقترحة للحملة، وسيتم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيسبوك” للترويج لها ونشرها، فيما رفض المنسقون إعلان الهاشتاغ المتفق عليه، أو نشر شعار الحملة قبل إطلاقها بشكل رسمي، لكي لا يتم استخدامه في صفحات مزورة أو بشكل غير مفيد.
مجرد مهزلة
وحول الهدف والغاية من إطلاق الحملة، يقول أحد منسقيها، إن الهدف هو وضع هذه الانتخابات في “موقعها اللائق”، كونها مجرد مهزلة، ليقول الشعب السوري الحر كلمته فيها، والغاية صفع هذا العالم الذي يسخر من نفسه أولاً عندما يتابع منذ ثلاث سنوات ونصف السنة هذا المسلسل القاتل الذي يأخذ دور البطولة فيه بشار الأسد الذي يتمسك به المجتمع الدولي بشكل فاضح، ويجهد لإعادة تلميعه والمحافظة على موقعه للاستمرار في تدمير سوريا وهزيمة ثورتها.
وعن عمل الحملة وإن كان سيقتصر على الجانب الإعلامي فقط، يقول المنسق “إن العمل على الأرض سيكون حاضرا بقوة من خلال فعاليات ميدانية يتم التحضير لها في عدد كبير من البلدان التي تستقبل جاليات سورية ولاجئين حول العالم، لنوصل رسالة واحدة مفادها “لا تراهنوا على إسكات صوت ثورة شعب”.
ويختم مؤكداً على أن الثورة والنشطاء مازالت لديهم الإرادة القوية للاستمرار والتنسيق على كافة المستويات، وكثير ممن يشارك في الحملة القادمة هم من النشطاء في الداخل، لافتا إلى أنهم يتوقعون مشاركة كبيرة في الحملة، وانتشاراً واسعاً لها، لأن الرد يجب أن يكون بمستوى الجريمة، وجريمة بشار الأسد هي جريمة ضد الإنسانية جمعاء، هذه الانتخابات مهزلة، ولكنها مهزلة دموية، فترقبوا الحملة. هذا هو صوتنا الوحيد”، بحسب قوله.