قالت شرطة مدينة نيويورك إن موظفة ترانزيت في طريقها إلى العمل، كانت ترتدي زيها الرسمي مع حجاب الرأس، تعرضت يوم الاثنين الماضي للدفع من قبل رجل على درج، ما أسفر عن إصابة في كاحلها والركبة.
وكان الرجل قد قام بتتبعها في القطار رقم 7 بمحطة غراند سنترال في مدينة نيويورك في حوالي الساعة 06:20 صباحاً، وصاح فيها: “أنت إرهابية.. عودي إلى بلدك”.
وأضاف قائلا: “يجب ألا تعملي هنا”، بحسب شهادة العاملة نفسها، التي تدعى سها سلامة، بحسب محطة WABC التلفزيونية.
وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين في مدينة نيويورك، بما في ذلك مشادة كلامية حدثت مساء يوم السبت عندما هدد رجل ضابطة شرطة مسلمة بذبحها ووصفها بالداعشية، وكانت ترتدي الحجاب أيضا.
زيادة في جرائم الكراهية
جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولو الشرطة ارتفاعاً بنسبة 35% في جرائم الكراهية عن العام الماضي، ما وصفه عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، بالخطير وربطه بشكل مباشر بالانتخابات الأخيرة.
وأضاف بلاسيو في مؤتمر صحافي: “قد نفقد حياة بعض الناس بسبب ذلك.. لابد من تخفيف حرارة ما يحدث”.
وقال رئيس إدارة المباحث بشرطة نيويورك، روبرت بويس، في مؤتمر صحافي يوم الاثنين: “منذ الانتخابات فقد ازدادت جرائم الكراهية بنسبة 115 في المئة، حيث تم الإبلاغ عن 43 من الجرائم، مقابل 20 خلال نفس الفترة من العام الماضي”.
وأوضح: “24 من تلك الحوادث اعتبرت من جرائم معاداة السامية، و4 كانت ضد المسلمين”.
وأضاف: “وفي كل الأحوال فنحن نشهد زيادة في الوقت الراهن”.
وكشف أن الاعتقالات في هذه الحالات أيضاً ارتفعت بنسبة 45 في المئة.
وأكد أن السلطات تقوم بعمليات الاعتقال “على الفور تقريباً” في بعض الحالات.
خطاب ترمب سبب في الأزمة
وعزى رئيس بلدية نيويورك الارتفاع في معدل هذه الجرائم في جزء منه، إلى الخطاب الذي استخدمه الرئيس المنتخب، دونالد ترمب، خلال حملته الانتخابية.
وقال: “نحن الآن بحاجة إلى العمل معه”، مضيفاً: “لديه فرصة لجعل الوضع أفضل من خلال تحسين تعليقاته، بحيث تصبح أداة ترضية، وأعتقد أنه يجب أن يفعل أكثر من ذلك”.
من هي سها سلامة؟
تعمل سها سلامة موظفة عبور بمحطة النقل الرئيسية بالمدينة، وهي أم لأربعة من الأبناء في الـ 45 من عمرها، وقد ذكرت لمحطة CBS نيوز، أنها المرة الأولى في حياتها التي تواجه فيها شيئاً من هذا القبيل، خلال عشرين عاما تعيشها بمدينة نيويورك.
وأضافت: “لم أكن قادرة على قول أي شيء، وقد كنت خائفة أن يدفع بي أسفل مسارات القطار أو يفعل ما هو أكثر سوءا مما قام به”.
ولحسن الحظ فقد توقف أحد المارة لمساعدة المرأة التي تم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، بحسب بيان صادر عن حاكم الولاية أندرو كومو.
وتمنى الحاكم في بيانه للمرأة “الشفاء العاجل”، وقال إن فرقة مكافحة جرائم الكراهية “ستواصل اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذا النوع من السلوك الإجرامي”.
وأضاف: “إننا لن نسمح للتعصب أو للخوف بأن يقسمنا، لأننا ندرك أن التنوع هو مصدر قوتنا، وأننا نكون في وضع أفضل مع اتحادنا”.
موقف مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية
وقالت عفاف ناشر، المدير التنفيذي لفرع نيويورك لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في بيان إن مترو الأنفاق والحافلات في نيويورك هي رمز للتنوع في المدينة، ويجب ألا يسمح لها بأن تصبح “مكاناً للكراهية والعنف”.
وأكدت: “إن الرئيس المنتخب ترمب لديه واجب بخصوص الرفض بقوة لهذه الموجة من العنف التي تستهدف المجتمع المسلم”.
وأضافت: “لقد أدى خطاب ترمب إلى تطبيع العنصرية وكراهية الأجانب. وهذه الهجمات هي نتيجة ثانوية لذلك، لا مفر منها”.
حوادث أخرى
وكانت ليلة الخميس الماضي قد شهدت حادثاً منفصلاً ينطوي على التحيز ضد المسلمين، وذلك بقطار مترو الأنفاق، عندما قام ثلاثة رجال بالسخرية من امرأة مسلمة ترتدي الحجاب ونعتوها بالإرهابية وهم يصرخون “دونالد ترمب”.
وقالت الشرطة إن المرأة التي تبلغ من العمر 18 عاماً، قيل لها “أنت لا تنتمين لهذا المكان”، وتم وصف حجابها بـ “الخرقة”، وفقا لأسوشيتد برس، وقد حاول أحد الرجال في محطة قطارات غراند سنترال، نزع حجابها.
وإضافة إلى سلسلة من الحوادث المعادية للسامية التي يشتبه بأن تؤثر على السلامة في وسائل النقل الحضري، فقد تعرض داخل القطار رقم واحد بمدينة نيويورك يوم السبت الماضي للتخريب مع رسومات متعددة للصليب المعقوف، وفي الأسبوع الماضي تم توزيع منشورات وبطاقات تدعو للكراهية في محطات خليج هامبتون في بتشغ وعلى طريق السكك الحديدية لونغ آيلاند، وفقاً لبيان كومو.
وقد تم الإبلاغ عن جرائم كراهية مماثلة تستهدف المسلمين واليهود والمهاجرين والأقليات الأخرى في جميع أنحاء البلاد منذ الانتخابات.
وقد تعقب مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية “كير” أكثر من 100 حالة يشتبه فيها المعاداة للمسلمين على الصعيد الوطني، كما قام مركز الحاجة الجنوبي القانوني بتوثيق ما يقرب من 1000 حادثة استهدفت الأقليات المختلفة، وفقاً لبيان صادر عن كير.
وقد ذكرت سلامة في ضوء المشادة التي تعرضت لها أنها تعتزم أن تكون أكثر حذراً، ولكن سوف تستمر في ارتداء الحجاب. وقد تعرضت سها لالتواء في الركبة وتورم في الكاحل، حسبما ذكرت شبكة سي بي أس نيويورك.