في الوقت الذي يستعد فيه صناع الدراما لبدء سباق شهر رمضان، سيكون الوطن العربي على موعد مع انطلاق كأس العالم لكرة القدم التي تقام بالبرازيل.
ويحل الموسم الدرامي هذه السنة أثناء فعاليات كأس العالم، وهو ما يطرح التساؤلات حول تأثير ذلك التزامن على دراما رمضان، وهل سيرجح الجمهور كفة الكرة على الدراما أم العكس.
وأكد الناقد الفني طارق الشناوي، في تصريحاته لـ”العربية.نت”، أن تزامن كأس العالم مع رمضان سيؤثر بالطبع على المسلسلات، وإن كانت درجة هذا التأثير غير معروفة بعد.
وأشار الشناوي إلى أن نسبة كبيرة من جمهور الكرة هو نفسه جمهور الدراما، وطبيعة مباريات كرة القدم تفرض على الجمهور أن يشاهدها على الهواء مباشرة، على عكس الدراما التي من الممكن أن يشاهدها خلال إعادة بثها.
احتياطات المنتجين
وأوضح الشناوي أن الإعلانات الخاصة بالأعمال الدرامية تأتي بناءً على كثافة المشاهدة. إلا أنه كشف أن المنتجين اتخذوا احتياطاتهم من أجل التغلب على هذا الأمر، خاصةً أنهم يعلمون منذ فترة طويلة بتزامن موسم رمضان مع موعد كأس العالم.
ومن هذا المنطلق، ستعرض الأعمال الدرامية على أكثر من قناة فضائية وفي مواعيد مختلفة.
كما أكد الشناوي أن المشاهدة عبر الإنترنت هي إحدى الحلول بالنسبة لفئة من الجمهور، خاصة وأنه سيختار الوقت الذي يتابع فيه المسلسلات.
واعتبر الشناوي أن تزامن كأس العالم مع موسم دراما رمضان يفسر خروج بعض الأعمال من سباق رمضان، مثل مسلسل “الشهرة” الذي كان سيقوم ببطولته عمرو دياب، وكذلك مسلسل خالد النبوي الذي كان يجسد فيه شخصية الدكتور مصطفى محمود، والمسلسل الخاص بمحمد هنيدي “متجوزين جديد”.
وعند التطرق لمسألة عرض كأس العالم عبر قنوات مشفرة في الوطن العربي، أكد الشناوي أن “هذا أمر غير هام، خاصة وأن المصريين ملوك فك التشفير، وفي كل المناطق الشعبية يتواجد ما يطلق عليه “الوصلة” التي تعرض كافة القنوات المشفرة نظير مبلغ بسيط”.
تأثير محدود
من جانبه أكد اللبناني صادق الصباح، منتج مسلسل “دهشة” ليحيى الفخراني، في تصريحات لـ”العربية.نت”، أنه سيكون لتزامن كأس العالم مع رمضان تأثير على الدراما غير أنه سيكون “محدوداً”، حيث لن يطال عمليات بيع وشراء حقوق بث الأعمال، بل سيطال فقط نسب المشاهدة.
وذكّر الصباح أن المشاهد “يستقر” على عملين أو ثلاثة من أجل متابعتها، بعد أن كان لأول يومين من شهر رمضان يتنقل بين الأعمال المعروضة.
وأشار الصباح إلى أن الأعمال ستعرض في أوقات مختلفة على مدار اليوم، وهو ما سيحل أزمة المشاهدة، كما أن مرحلة المجموعات في كأس العالم، والتي تشهد أكبر قدر من المباريات، ستنتهي بحلول شهر رمضان، وستكون المباريات بعد ذلك قليلة.
وأكد المنتج وجود تنافس بين القنوات الفضائية من أجل شراء المسلسلات، وإن كان السعر الذي بيعت به الأعمال لا يزداد كثيرا عما كانت عليه في الموسم الماضي.
فارق التوقيت
في السياق ذاته، اعتبر ريمون مقار، منتج مسلسل “جبل الحلال” لمحمود عبد العزيز، أن العدد الكبير للأعمال التي ستعرض في رمضان يؤكد أن كأس العالم لا يؤثر عليها.
كما أشار، إلى أن مواعيد مباريات كأس العالم سيتزامن مع فترة ما بعد منتصف الليل في أغلب البلدان العربية، أي أن المشاهد يمكنه متابعة المباريات بعد مشاهدة المسلسلات في مواعيد عرضها الأصلية.
وأوضح مقار أن “كل نجم له سعره في السوق ووظيفة المنتج أن يحافظ على سعر البيع الخاص بالنجم الذي يمتلك حق بيع مسلسله”، مؤكداً أن “سعر البيع” تحسن هذا العام.