هل يؤثر الاختلاف في المستوى الثقافي والدراسي بين الزوجين على نجاح العلاقة بينهما، وبالتالي نجاح الزواج؟ سؤال يتردد كثيراً بين الأوساط الاجتماعية المختلفة، وربما يكون سبباً من قبل أي من الطرفين لرفض أو قبول الزواج.
الاختلاف بين الزوجين في الثقافة أو الدراسة، متهم رئيسي في حال حدوث طلاق، وهو ما يجعل كثيرين يطالبون بمراعاة ذلك عند الإقبال على الزواج، وذلك بالبحث عن الشريك المناسب للمستوى التعليمي.
وفي نفس الوقت، يرى آخرون أن التوافق التعليمي والثقافي، ليس بالضرورة سبباً في التفاهم أو عدم الانسجام بين الزوجين، فذلك يرجع لمدى توافقهما الإنساني.
النجاح ممكن
“التوافق بين الزوجين في المستوى الثقافي والتعليمي، أحد الأمور الهامة لإنجاح العلاقة الزوجية”، وفقًا لأستاد علم النفس التربوي الدكتور رشاد عبدالله، والذي يرى أن حصول الزوجة على مستوى أعلى دراسياً من زوجها، قد يكون أحد الأسباب التي تهدد الحياة الزوجية. كما يشدد على ضرورة أن لا يكون الفارق في المستوى العلمي والثقافي بين الزوجين كبيرًا، إذ قد يحدث ذلك فجوة، تجعلهما على غير توافق، وتهدد استمرار الحياة الزوجية بينهما.
ولا يعني وجود فوارق ثقافية أو دراسية، أن العلاقة سيكون مصيرها الفشل، ذلك أن هناك الكثير من الزيجات تنجح وتتجاوز تلك الفوارق، في حال كان لدى الزوجين قبول للأمر.
وبحسب أستاذ علم النفس، يجب على الزوجين حسم قرارهما تجاه تلك الفوارق قبل انعقاد الزواج، سواء بالقبول أو الرفض. كما يجب على الزوجين، العمل على إيجاد تقارب فكري بينهما، كون ذلك سيسهم في نجاح العلاقة.
أعتقد أن صيغة السؤال تحتاج لقليل من التحديد، فالثقافة شيء والتعليم شيء آخر. لذلك يجب أولا التفريق بين مفهومي الثقافة والتعليم أولاً. فكثير من الناس يظنون أن الثقافة تغني عن العلم (وبعضهم يذهب لأبعد من ذلك حيث يظنون أن المثقف يفهم أكثر من المتعلم) نعم أوافق أن ليس كل متعلم بالضرورة يفهم أكثر من المثقف، لكن لا يجوز وضع المثقف بخانة واحدة مع من تعب لسنوات حتى يحصل على شهادة علمية.
كثيراً ما نسمع تعبير ممن يعملون بالتمريض – على سبيل المثال لا الحصر – أنهم يفهمون أكثر من كثير من الأطباء وأن الشهادة فقط هو ما ينقصهم! تعليق مضحك ممن هو بمكانة علمية أدنى. لذلك كثيراً ما نلتقي بأشخاص يدّعون أنهم أطباء ممن يعملون في المجال الطبي، أو يدّعون أنهم مهندسين ممن يعملون في مجال الهندسة. شهادتك العلمية لن تمتحك احترام الآخرين، بل صدقك وتصالحك مع نفسك.
بالعموم المستوى التعليمي قد يخلق فجوة بين الزوجين إذا لم يكن هناك جهد مبذول من الطرفين للتلاقي بنقطة ما. التقارب الفكري – بصرف النظر عن المستوى التعليمي أو المستوى الثقافي – هو الفيصل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحياتي للجميع..
مساء الخير رانيا..
كثيراً ما يحدث هذا الخلط بين الثقافة والتعليم.. ومن وجهة نظري أن التوافق الثقافي أهم من التوافق التعليمي (ولو بقدر) ليس شرطاً أن تكون الدرجة العلمية واحدة بين الإثنين ليحصل التفاهم والإنسجام.. ولكن قدراً من الثقافة يخلق حالة من الحوار والتفاهم وبالتالي التقارب.. التعليم (العالي) لا يعوض الثقافة والعكس صحيح.. عباس محمود العقاد لم يتحصل إلا على الشهادة الإبتدائية!! ومع ذلك فهو من هو.. التعليم لا يخلق مثقفاً.. المثقف الواعي الفاهم أفضل من المتعلم الجاهل..!!
مسا الخير والسعادة حسام .. ما زلنا بانتظار أن نسمع الدعوة (وإن كانت شكلية) لحفل رفافكما أنت وياسمين أدام الله الود والوفاق بينكما
اسمح لي أن أوضح أمر عن المتعلم .. وأنا هنا أتكلم عن المتعلم الذي حصل على شهادته العلمية بمجهوده وليس “بالعونطة” أو على طريقة الحفظ دون الفهم
أولاً : المثقف يختار مواضيع الكتب التي يقرأها حسب مزاجه (اهتماماته) عن الدين أوالتاريخ أو الفلسفة أو….. وتتسلسل مستويات هذه الكتب من الكتب العلمية نزولاً للرويات والقصص. بينما المتعلم فيقرض عليه دراسة كتب كثيرة ليست دائماً ضمن دائرة اهتماماته (حتى عندما نختار فرع جامعي على هوانا ما زلنا ندرس أمور كثيرة أخرى لا تتعلق باختصاصنا)
ثانياً: المثقف لا يقرأ حسب اهتماماته وحسب، بل ليس مطلوب منه أن بفهم الكتب التي يقرأها من الغلاف للغلاف حيث له كامل الحرية أن ينتقي منها ما يتناسب وقدراته الفكرية. بينما المتعلم يجب عليه أن يتوقع أسئلة من أي صفحة وأي فقرة من فقرات الكتاب والويل له إن لم يعرف الجواب.
ثالثاً: المثقف يقرأ دون ضغط الامتحان الذي سيحدد مستواه من خلال أسئلة موضوعة (وحده الله يعرف كيف ينتقيها الأساتذة) .. بينما المتعلم يقرأ ويتمعن مرات ومرات تحسباً لسؤالٍ غير متوقع من هنا أو هناك
رابعاً (ولسيت الأخيرة) أن المثقف يقرأ لأجل المعلومة التي تؤهله أن يكون متكلماً جيداً بين الناس (وله مطلق الحرية أن يختار مواضيع نقاشاته) بينما المتعلم يقرأ ليتحدد مستقبله حسب مستوى إدراكه للكتب التي قرأها.
أنا لا أحاول أبداً التقليل من شأن الثقافة لكن بالتأكيد أرفض مقارنتها مع العلم. ناهيك عن توفر المعلومة بالمجان على الانترنت التي تخوّل الشخص ليكون مثقفاً لكن لا تخوّله للحصول على شهادة علمية. لا أستطيع أن أقارن بين طبيب ومضطلع على المعلومات الطبية
دمت بخير
مرحباً رانيا..
أما عن الدعوة فهي قريبة إن شاء الله (خلال الشهر القادم).. هناك فرق كبير بين ثلاثة أوجه.. (المثقف – المتعلم – المتخصص) حضرتك صبغتي المثقف بصيغة المتخصص والذي يدلي بدلوه في شأن واحد فقط وهو تخصصه.. أما المثقف الحق فهو من المفروض أن يكون واسع المعرفة واسع الدراية واسع الإطلاع ليس في موضوع واحد فقط ولكن في شتى أنواع المواضيع.. أنا هنا لا أتكلم عن المثقفين المفروضين علينا من الإعلام.. هؤلاء أسميهم متخصصون وليس بمثقفين.. واسمحيلي أن أختلف معك قليلاً.. فالمتعلم لا تكون نسبة إطلاعه عميقة او متشعبة.. لأن كل ما يهمه هو المادة التي سيمتحن فيها فقط.. فإذا كان مهندساً معمارياً على سبيل المثال فالأدب والبلاغة أو الأمور التي لا تخص مجاله ستكون بعيداً عن إهتمامه.. لا أقول بأنه غير عالم بتلك الأمور.. هو يعلمها ولكن بقدر ضئيل.. غير المثقف الحقيقي والذي من المفروض أن يطلع على شتى المواضيع لكي يكون مؤهل للحديث عنها بشكل واعي وبإسلوب محترم.. أنا معك أن التعليم والثقافة يرتبطان بعضهما البعض ويكملان أحدهما الأخر.. ولكن ومن وجهة نظري الثقافة تتقدم بخطوة عن التعليم.. أيضا لا ننسي موضوع التخصص فهو هام للغاية.. تحياتي
ألف مبروك لياسمين وحسام .. نرجو من الله أن يتمم زواحكما وتكون بداية لسلسلة من الأفراح في حياتكما.
إذا كنت تقصد المثقفين بحق (وليس دُعاة الثقافة ممن يقرأون ما يناسب أهوائهم ويعتقدون أنهم وحدهم يملكون الحقيقة) فأنا أتفق معك لحد ما.
أنا ما زلتُ أرى أن المتعلم يتفوق على المثقف بس رح مشيها كرمال الأخبار الحلوة 🙂
عم أمزح معك فأنا أحترم رأيك حتى ولو لم أتفق كلياً معه