رياح النصب والسطو الرشيق، جرت هذه المرة عكس ما تشتهيه سفينة محتال، دخل إلى قسم للصرافة بدائرة البريد في بلدة ساحلية بريطانية، طالبا من موظف الصندوق أن يصرف 900 يورو كانت معه بجنيهات استرلينية، في وقت رصدت كاميرا للمراقبة الداخلية كل شيء تقريبا.
تسلم الموظف “اليوروات” من الشاب، فعدها وأجرى الحساب بماكينة أمامه، ومقابلها أعطاه 800 جنيه وبعض البنسات، عدها أمامه بوضوح، طبقا لما نرى بالفيديو، وتعرفت من موقع صحيفة “الصن” البريطانية، إلى خبره المتضمن أن ما حدث كان في بلدة North Berwick البعيدة باسكتلندا 625 كيلومترا عن لندن.
شيء ما حدث وتغيّر معه صرف اليورو باسترليني، لأن الشاب عدل رغبته بعد أن عدّ الجنيهات التي تسلمها من الموظف، وهو هندي الأصل اسمه Aumir Javed البالغ 39 سنة، لذلك طلب بعد أن أعاد إليه الجنيهات، أن يعطيه الموظف “اليوروات” التي أراد صرفها.
كل مبلغ ينتقل إليك من شخص يجب عدّه
ما فعله الشاب، كان خفة يد سريعة جدا، تمكن بها من إبقاء 300 استرليني بين أصبعين، واحتفظ بالبقية، وهي 500 استرليني بيده التي مدها ليعيدها إلى الموظف، ظنا أنه سيظن المبلغ هو نفسه الذي أعطاه للشاب بعد صرف اليورو، إلا أن أومير موظف محترف، ويتبع تعليمات صارمة، ملخصها أن كل مبلغ ينتقل إليك من شخص يجب عدّه، لذلك فحين بدأ يعدّ الجنيهات التي استعادها، استبقه الشاب وأبلغه بأنه نسي أن يتسلمها بالكامل من يده التي بقيت فيها 300 استرليني.
ولم تنفع الحيلة شيئا، لأن “أومير” تنبه إلى أن ما يحدث ليس إلا محاولة نصب مشهود، لذلك قال لصاحب المحاولة إنه يعلم بنواياه، ولن يعيد إليه “يورواته” التي أراد صرفها إلا بعد حضور الشرطة، وفيها أن الشاب تنبه سريعا للخطر المقبل عليه، ففر من المكان مضحيا بمبلغ 900 يورو بقيت مع أومير الذي سلمها بدوره إلى الشرطة حين وصلت دوريتها.
وارتكب الشاب خطأ فادحا أيضا، هو تركه بطاقته المصرفية، وهي من بنك “باركليز” الزرقاء على منصة كشك الصرف، ظاهرة للكاميرا، وبعد تكبير الشرطة لصورتها، ستتمكن من معرفة رقم الحساب وصاحبه، وسيعتقلونه بأسرع مما يتصور. أما الموظف أومير، فبث الفيديو في “يوتيوب” أمس، لعل الآخرين يتعلمون منه درسا بأن لا يثقوا بأي شخص كان ولا يعرفونه.