في كل عام يتم التخلص من كميات هائلة من الطماطم حول العالم، لترمى في مكبات النفايات، حيث يمكنها أن تنتج غاز الميثان الضار أو ينتهي بها المطاف في مياه المجاري.
ولكن، مجموعة من الباحثين في ساوث داكوتا للمناجم والتكنولوجيا، قاموا بالعثور على حل لتحويل تلك الطماطم غير المرغوب بها إلى كهرباء.
ولكن كيف يمكن للطماطم أن تزودنا بالطاقة؟ قام الباحثون بتطوير خلية طاقة ميكروبية يمكنها أن تستمد الطاقة من الطماطم، باستخدام بكتيريا تعمل على تفكيك المواد العضوية للطماطم التالفة وأكسدتها للحصول على شحنة كهربائية، كما تعمل العملية على فصل النفايات لتتوقف عن إنتاج الغازات الضارة بالبيئة.
ويمكن لهذه العملية تحقيق هدفين: التخلص من النفايات وتنظيف مياه المجاري من جهة، والحصول على مصدر نظيف للطاقة من جهة أخرى، ويمكن لمزارع الطماطم أن يستفيد من هذين الهدفين، مثل ولاية فلوريدا التي تتخلص من حوالي 400 ألف طن من الطماطم التالفة سنوياً، ومنطقة “إيموكالي” التي تعتبر أكبر منتج للطماطم في ولاية فلوريدا.
ويقول مطوّر المشروع، ألكساندر فوغ: “أملي بأمر كهذا يكمن باستخدامه في المناطق الريفية التي تحظى بكمية عالية من النفايات، ولا تملك بالضرورة رفاهية الحصول على مصدر للطاقة، وبالأخص في العالم النامي.”
ويمكن تطبيق الأسلوب هذا على أنواع أخرى من النفايات العضوية، لكن العلماء اكتشفوا بأن الطماطم بالذات تتضمن عناصر غذائية ميكروبية معيّنة يمكنها أن تساعد على إنجاح العملية.
أما كمية الطاقة المتولدة عن الـ 400 ألف طن مثلاً من الطماطم التي تتخلص منها ولاية فلوريدا سنوياً، فستكفي لتزويد حديقة “ديزني وورلد” الترفيهية بالطاقة لحوالي 90 يوماً، وفقاً لحسابات الباحثين.
ورغم أن المشروع مازال بمرحلة مبكّرة، إذ يمكن للباحثين توليد 0.3 واط لكل 10 ملليغرامات من الطماطم، إلا أنهم يعملون على تطوير تصميم المشروع ويتوقعون بأن يرتفع الإنتاج، وأن تتحول النفايات العضوية مستقبلاً إلى مصدر طاقة مستدامة مثل أشعة الشمس أو حركة الرياح.