في بارقة أمل جديدة للمهددين بفقد أسنانهم، أشارت دراسة حديثة إلى أننا قد نتمكن قريباً من حشو الثقوب في أسناننا بأنسجة حية وسليمة، قبل أن نلجأ إلى إزالة أسناننا الدائمة.
فبينما يعتمد الإنسان على مجموعة واحدة من الأسنان الدائمة طيلة حياته، فإن أسماك القرش، مثلاً، لديها مجموعات لا حصر لها من الأسنان، حيث إن لديها صفوفاً من الأسنان اللبنية تحت الجلد، وكلما سقطت واحدة تنمو أخرى مكانها، وقد يتكرر ذلك كل ثلاثة أسابيع.
وإذا كانت أسماك القرش وأغلب الزواحف والكائنات البرمائية تبدّل أسنانها مرات عديدة على مدار حياتها، فلماذا لا يبدل الإنسان وأغلب الثدييات أسنانها إلا مرة واحدة فقط؟
وبحسب ما نقلت “بي بي سي BBC”‘ فقد نجح أحد المعامل بجامعة “كينغز كوليدج”، بلندن، في زرع أسنان مخلقة باستخدام التقنيات الحيوية لدى فئران. وتمكن العلماء في هذا المعمل من إنماء أسنان تحتوي على طبقتي العاج والمينا لدى فأر باستخدام أنسجة لثة مأخوذة من البشر وخلايا لديها القدرة على تكوين الأسنان مأخوذة من فئران.
أبيجيل تاكر، أستاذة التنمية والتطور بجامعة “كينغز كوليدج” بلندن، تقول: “المذهل في الأمر أن الباحثين يمكنهم زراعة براعم السن (مجموعة من الخلايا التي تكوّن السن)، والتي يمكنها أن تعدل نفسها وتتكيف لتكوين أوعية دموية من الأنسجة المحيطة بها وتوظيفها في إنتاج سن جديدة”.
وتضيف تاكر أن أحد التحديات التي تعيق استخدام هذا العلاج لدى البشر هو أن استنبات الخلايا الجذعية في المعامل قد يفقدها فعاليتها.
وتقول تاكر: “إن القوارض والأرانب لديها مجموعة خلايا جذعية عند قاعدة السن، وهذه الخلايا تعمل على تجديد طبقة المينا والعاج باستمرار. وهذا يعد نوعاً من أنواع التكيف مع الطعام الصلب الذي تتناوله هذه الحيوانات”.
ويسعى العلماء لإيجاد بدائل من النسيج الحي لتحل محل الأسنان المقتلعة.
تحفيز الأسنان على معالجة نفسها بنفسها
وقد ركزت طرق حديثة أخرى على إيجاد وسائل جديدة لتحفيز الأسنان على معالجة نفسها بنفسها.
فقد توصلت دراسة نشرت أخيراً في دورية “ساينس ترانسلاشنال ميديسن”، على سبيل المثال، إلى أن علاج لب الأسنان المكشوف لدى الفئران بالليزر منخفض الطاقة، قبل حشو الثقب، قد يحث الخلايا الجذعية على إنتاج طبقة العاج في السن.
كما يطور باحثون من جامعة “نوتينغهام” وجامعة “هارفارد” في الوقت الحالي مادة حيوية علاجية يمكنها علاج ثقوب الأسنان والتدخل قبل أن تصبح عملية تنظيف جذر السن ضرورية.
وهذه المادة من شأنها أن تحث نوعاً معيناً من الخلايا الجذعية في نسيج لب الأسنان على التفاعل مع مادة أخرى يمكنها تكوين نوع جديد من خلايا منتجة لعاج الأسنان.
الوقاية هي الحل
بالطبع سيقول لك الأطباء إن خير وسيلة للحفاظ على أسنانك هي وقايتها من التسوس، وذلك من خلال المداومة على غسل الأسنان مرتين يومياً بمعجون أسنان يحتوي على مادة الفلوريد، وتنظيف ما بين الأسنان بخيط التنظيف مرة يومياً، وزيارة طبيب الأسنان بانتظام، فضلاً عن تناول الأطعمة المناسبة.
كما أن علينا أيضاً أن نتجنب إضافة السكر المكرر إلى نظامنا الغذائي، لأن البكتريا عندما تحلل السكر تفرز حمضاً، وهذا الحمض قد يسبب تسوس الأسنان.