يوم الأربعاء الماضي، ظهرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، وعلى عينيها نظارات سميكة العدسات وهي تدلي بشهادتها أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وهو ما فتح شهية الفضوليين في الإعلام الأمريكي وغيره لمعرفة سبب استخدامها لما بدت معه جاحظة العينين بوضوح.
واكتشف الساعون وراء المعلومات أن تلك النظارات خاصة بالذين يعانون مما يسمونه Diplopia باللاتينية، وهو نوع من “الحول” معروف أيضاً لدى الأطباء باسم “ازدواج الرؤية”، حيث ينظر المصاب إلى تفاحة مثلاً فيظنها اثنتين، أو إلى شخص أمامه فيعتقد أنه يرى توأماً.
ولم تعتمد “العربية.نت” على ما قاله الإعلام الأمريكي فقط، بل اتصلت بطبيب عيون لبناني شهير في بلجيكا، فأكد بعد اطلاعه على صورها بالنظارات، وعلى ما ورد بشأنها في الإعلام الأمريكي، أن هيلاري كلينتون “مصابة بازدواج الرؤية على الأرجح، لكنها ليست حولاء تماماً، بل قد تصبح كذلك إذا لم تنفع النظارات أو العلاج المتوافر بإعادة نظرها إلى ما كان عليه سابقاً”، وفق تعبيره بالهاتف من بروكسل.
ازدواج الرؤية
وشرح الطبيب، الذي طلب عدم ذكر اسمه، تعبير “قد تصبح حولاء”، أي أنها قد تستمر مصابة بازدواج الرؤية، “وهذا عملياً نوع من الحول، مع أن العلاج متوافر دائماً”، مضيفاً أن إصابة الشخص بالرؤية المزدوجة في عمر متأخر ناتج إجمالاً عن حادث ما أو استفحال مرض السكري لديه مثلاً. وتطابق كلامه مع متحدث باسم كلينتون قال إن لوضعها النظارات علاقة بعارض صحي تعرضت له منذ شهر من دون أن يضيف مزيداً من التفاصيل تلبي الفضول.
أما الطبيب اللبناني فقال: “هذا صحيح تماماً، لأن المشكلة ظهرت معها بعد العارض، وهو ما يحدث عادة، حيث تصاب عضلات العين بوهن سريع يؤدي إلى خلل في نظام تثبيت النظر، فيضطرب وتظهر أعراضه سريعة، وأهمها الرؤية المزدوجة للأشياء”، بحسب تعبيره.
ولم يكن العارض الذي تعرضت له زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، أواخر الشهر الماضي، سوى جلطة نتج عنها ارتجاج بالدماغ، فنقلوها إلى مستشفى بقيت فيه 3 أيام، وبعد خروجها راحت تستخدم نظارات سميكة ظهرت بعد تكبير صورتها خطوط عمودية كأنها أسلاك في عدستها اليسرى، “وهذه تعمل كفلتر تصفية تصحح صورة يتسلمها الدماغ مزدوجة لشيء ما وتعيده إلى أصله الطبيعي، لكنها حل مؤقت لا علاجي نهائي”، طبقاً لما قال طبيب العيون.