في ما اعتبر ردّاً على الصورة التي نشرها ثوّار الزبداني، والتي يتناولون فيها الإفطار “المتقشّف” والمكوّن من ثمرة البطيخ والجبنة السورية البيضاء، قام أنصار رئيس النظام السوري بشار الأسد، بنشر صورة مختلفة كليا عن صورة ثوار الزبداني التي يتناولون فيها الطعام “المتقشف” أو “أكل الفقراء”.
والصورة التي نشرها أنصار الأسد، هي عبارة عن أطباق “عامرة” من اللحم البلدي المسلوق، والموضوع على “الفريك” المطبوخ بالطريقة الشامية. وإلى جانبه صور “خلاّبة” عن السّلَطَة البلدية المؤلفة من الطماطم والخيار والنعناع الطازج!
وتم نشر الصورة تحت العنوان التالي: “هذه وجبة الإفطار التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، للنازحين من الغوطة الشرقية، والذين هم في غالبيتهم من أهالي المسلَّحين. أمّا العسكري الذي يدافع عنّا فإفطاره حبة بطاطس وخبز يابس!”.
الصورة صحيحة لكن المكان مزوَّر!
الصورة بتفاصيلها الباذخة، والتي “يسيل لها لعاب الغني قبل الفقير”، والتي قصد منها الطعن على “المسلّحين” ورداً على تقشف ثوار الزبداني آكلي البطيخ والجبنة، هي صورة ملتقطة في أحد مطاعم العاصمة السورية دمشق، والتي قد تكون بمناسبة رمضانية، إلا أنها قطعيا ليست من “عطايا” الدولة للنازحين. وليس صحيحا ماورد في أحد التعليقات المعترضة، في أن الصورة هي “لإفطار جماعي في الجامع الأموي لـ 1200 صائم”.
وبعد مراجعة كل صور لإفطارات الجامع الأموي الدمشقي العريق، تأكد أن الصورة مأخوذة في أحد مطاعم العاصمة. بدليل نوعية الأطباق وترتيبها وتجانسها وانقسامها الدقيق إلى 3 أقسام: كبير ومتوسط وصغير. هذا فضلا عن “التزيين” والتكلفة الباهظة في نوعية وتفاصيل الطعام المقدّم. بالإضافة إلى اللحم البلدي الذي “حلّق” في سعره منذ فترة طويلة في سوريا وقبل حلول شهر رمضان ووصل سعره منذ فترة إلى 4000 ليرة للكيلو غرام الواحد ومايعادل ربع مرتّب الموظف الحكومي أو أكثر.
ويذكر أن الصورة “العامرة بالفريك واللحم” تفتقد للتفاصيل الرمضانية الشهيرة الباقية والأساسية مثل: الماء والعصائر ومشروب العرق سوس، أو باقي السوائل التي لها أفضلية في بداية الإفطار. الأمر الذي يؤكد أن مناسبتها غير رمضانية، وترجّح سببا احتفاليا كالأعراس أو النذور أو الولائم التي تقام تحت أسباب شتّى.
كندة الشمّاط تتحول وزيرة للدواعش
وزيرة الشؤون الاجتماعية، كندة الشماط، والتي توجه إليها أنصار نظام الأسد، بكل أنواع الاتهامات والشتائم “المقذعة” لأنها بنظرهم “وزيرة لشؤون الدواعش في سوريا” كونها قدّمت “لأهالي المسلحين كل هذا الطعام الباذخ” بينما هم “بدون كهرباء وبدون ماء وبدون.. طعام” وكذلك فإن جيش النظام “يفطر على كسرة خبز”، كانت الشماط “ضحية” الصورة صحيحة التفاصيل مزورة المكان.
وكذلك تم الهجوم على “وزراء المصالحة الوطنية” لأن هؤلاء بنظر أنصار النظام، وبعد “الطعام الباذخ الذي يقدم للمسلحين” أصبحوا، بدورهم، وزراء “دواعش” لأنهم “يدلّلون” أهالي “المسلحين” على حساب “محبّي الأسد” ولأنهم، أيضا، يريدون كسب “رضاهم” بأي ثمن، لتحقيق “مصالحة مع الدواعش” على حساب “المواطن الفقير والعسكري المسكين”.
الفريكة باللحم رداً على البطيخ والجبنة
بعدما نشر ثوار الزبداني لصورة الإفطار المتقشف، وقيام أنصار النظام السوري بإعادة نشر الصورة في مواقعهم تسهيلا للنيل منها، شتماً وهجوماً ولعناتٍ، قام الأنصار أنفسهم، وفي الصفحات الإلكترونية ذاتها، بنشر الصورة “التي تمت فبركة مناسبتها” للفريك باللحمة العامرة، رداً على بطيخ المسلحين وجبنتهم، ولإظهار أن المسلحين أو أهالي المسلحين يتم التعامل معهم بسخاء من “الوزراء الدواعش” في الحكومة السورية، وتحديدا الوزيرة كندة الشماط التي كانت هدفاً سهلا لأنصار النظام السوري، فقاموا باستهدافها بأقسى أنواع العبارات وأكثرها إهانة وتجريحاً، واتهامها بإطعام المسلحين وتقديم مختلف أنواع المؤن الغذائية لأهاليهم الذين هم في الحقيقة، نازحون يعانون “الأمرين” في نزوحهم.
بدليل أن “التحريض” وصل حد اتهام وزيرة في الحكومة السورية بأنها “داعشية” لأنها – على زعمهم الذي ثبت بطلانه- قدّمت الفريك باللحم لإفطار “أهالي المسلّحين”.
ويذكر أن ثوار الزبداني، عندما نشروا صورة الإفطار على البطيخ والجبنة، لم ينشروها بقصد “إظهار التقشف” بل بقصد إظهار رباطة الجأش والانتظام والقدرة على العمل “تحت الضغط”. إلا أن أنصار النظام السوري، التقطوا قصة “التقشف” وفهموها “دعاية للإرهابيين بأنهم متقشفون” فصبّوا لعناتهم عليها.
مما حدا بأنصار النظام السوري، إلى اللجوء لـ “فبركة” مناسبة لأطباق اللحم بالفريك، والادعاء أنها “سخاء من الوزيرة الداعشية” لإطعام “أهالي المسلحين”، وذلك بهدف “نسف” صورة المقاتلين المتقشفين، التي على ما يبدو، نجحت بإشعال الشارع الموالي ودفعه لفبركة صورة في مطعم والادعاء أنها مقدّمة من دواعش إلى دواعش!