توفى رجل الأعمال الأمريكي الشهير تشارلز لازاروس، مؤسس متاجر ألعاب الأطفال الشهيرة «Toys R Us» عن عمر يناهز 94 عامًا، بعد شهور قليلة من إشهار إفلاس الشركة.
ولد «تشارلز» عام 1924 في الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل منذ صغره مع والده، الذي كان يملك محلًا لتصليح الدراجات الهوائية في واشنطن.
وعندما أصبح عمره 22 عامًا حول محل والده إلى متجر لبيع أثاث الأطفال، بعدما جمع مبلغ 2000 دولار كان قد وفره من خلال عمله مع والده وأضاف إليه مبلغ مماثل اقترضه من البنك.
كان العمل بطيئًا من خلال أثاث الأطفال في البداية، وكان كثير من الزبائن ينصحون «تشارلز» بأن يضيف بيع لعب الأطفال إلى دراجاته، ولم يكن هو مقتنعًا كثيراُ بالفكرة، ولكنه رضخ للأمر فيما بعد، وكان ذلك أهم قرار اتخذه في حياته.
اسم المتجر في البداية حمل “سوبر ماركت الأطفال ” ولاقى هذا التغيير قبولًا من الزبائن، وانعكس بتحسن وارتفاع في نسبة وحجم المبيعات، وهو ما شجع «تشارلز» بعد ذلك على افتتاح متجر آخر، يعمد على شعار «اخدم نفسك بنفسك».
ورغم التوسع البطئ، لم يكن النجاح بالمقدار الذي يطمح إليه ولكن المتجر الثالث هو الذي فتح له أبواب الشهرة والمجد، عام 1958، عندما افتتح متجرًا مساحته 25000 قدم مربع وأضاف إليه مجموعة كبيرة من لعب الأطفال، وأعطى خصومات تراوحت بين 20% و25% أكثر من المحال الأخرى، ووصلت المبيعات عام 1966 إلى 12 ملايين دولار، ورغم ذلك، فإن «تشارلز» أضاف متجرًا واحدًا فقط، لأنه كان يحتاج سيولة ليتوسع ونظرًا لهذا باع شركته إلى شركة «انترستيت» مقابل 7.5 ملايين دولار بشرط أن يكون هو المسئول عن عمليات بيع الأطفال داخل المتجر.
نجحت العلاقة في البداية، ولكن في عام 1969، واجهت «انترستيت» منافسة شديدة جدًا من شركة «Kmart» ورغم أن «تشارلز» كان قد توسع إلى 47 متجرًا تحت ستار «انترستيت» ومبيعاته بلغت 130 مليون دولار سنويًا، إلا أن الشركة الأم خسرت 92 مليون دولار وأعلنت إفلاسها، ولكن لم يثن هذا تشارلز عن العمل بجهد وتصميم، وتابع نشاطاته في بيع لعب الأطفال وارتفعت مبيعاته مجددًا.
كانت اتجاهات تشارلز مغايرة لكثير من بائعي الألعاب، حيث كان التفكير السائد حينئذ أن الألعاب تباع في المناسبات كالميلاد ورأس السنة، ولكنه كان مؤمنًا، بأنه يستطيع أن يبيع طوال أيام العام، وهذا ما شجع مصنعي الألعاب على أن يعطوه تسهيلات كبيرة بالدفع، وخلال 4 سنوات أي عام 1987، حقق نسبة مبيعات عالية جدًا ساعدته على إنقاذ «سانترستيت» بعد إفلاسها، وأصبحت كل الشركة تحت سيطرته وغير اسمها من «انترستيت» إلى «تويز آر آس»، ولكن حرف الـ «R» كان مقلوبًا للفت الأنظار ويعني اسم الشركة «الألعاب هي نحن».
كانت الفترة ما بين 1978 و1983 فترة ممتازة لمتاجر «تويز آر آس» لأن المبيعات كانت ترتفع بمعدل 40% سنويًا، وارتفع نصيبها من السوق إلى 12.5 %، ووصل عدد المتاجر إلى 169 متجرًا، واستمر النجاح والتوسع إلى أن وصل إلى عدد 1450 فرعًا مختلفًا لمتجره المميز، إلى أن وصل لنهاية الطريق عندما ظهرت ثورة الاتصالات ومواقع التواصل بدأ الأطفال يبتعدون بشكل متواصل عن الألعاب إلى أن اعلنت الشركة إفلاسها في عام 2017، وفي شهر مارس 2018 أغلقت جميع متاجرها في الولايات المتحدة.
الأطفال الْيَوْمَ لعبهم الكومبيوتر و الهواتف الذكية