لعل تلك الشابة التي لم تكن بعد تتخطى السابعة عشرة من عمرها حين هربت من وجه الموت في سوريا، لم تكن تدرك أن رحلة الهجرة “المأساوية” التي خاضتها ستوصلها إلى الأولمبياد. من لاجئة في عرض البحر إلى فريق الأولمبياد للاجئين.
عام واحد فقط مضى بين تجربتين فريدتين عاشتهما الشابة “يسرا ماردينى” البالغة من العمر 18 عاماً، ففي هذا الوقت من العام الماضي لم يكن أمامها مفر سوى شق البحر من أجل الهرب من الموت الذي يحاصرها في سوريا، وفي هذا العام تشقه مرة أخرى ولكن من أجل المنافسة في دورة الألعاب الأولمبية. وكانت “يسرا” وشقيقتها “سارة” فرتا من دمشق في أغسطس 2015 عبر بحر إيجه الذي حاولتا عبوره على متن قارب يحمل 20 شخصا بدلاً من 6، وكان غرقه بعد 30 دقيقة نتيجة حتمية لذلك.
وبعد أن بدأ الماء يملأ القارب قفزت يسرا وشقيقتها سارا إلى المياه وكافحتا لدفع القارب إلى الشاطئ وأنقذتا حياة ٢٠ شخصا. ولكن يسرا وشقيقتها قررتا مواصلة السباحة إلى برلين. وعاشت يسرا مع شقيقتها في برلين، وهناك تعلمت معها أيضاً السباحة على يد مدرب ألماني بهدف التأهل لدورة الألعاب الأولمبية في 2020. وبعد أن كونت لجنة الأولمبياد للمرة الأولى فريقاً من اللاجئين ليشاركوا فى أولمبياد ريو 2016 تمكنت يسرا (18 عاما) من الانضمام إلى الفريق.
وتصدرت السبت مجموعتها الأولى للسباحة 100 فراشة على الرغم من أن وقتها لم يضعها في الـ 16 الأسرع، وبدأت التحضير للمنافسة التالية في ١٠٠م حرة يوم الأحد.