سجلت أعداد الطلبة السعوديين الدارسين في بريطانيا ارتفاعاً ملموساً بفضل “برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي” الذي يتكفل بمنح كاملة للطلبة السعوديين الراغبين بالدراسة في الخارج، فيما يتوقع أن تشهد أعداد الطلبة المبتعثين ارتفاعاً أكبر وبمعدلات ملموسة اعتباراً من الصيف المقبل مع الزيادة الاستثنائية وغير المسبوقة في المبالغ المخصصة لقطاع التعليم ضمن موازنة السعودية للعام الحالي.
ويستحوذ قطاع التعليم على أكبر المخصصات المالية في الموازنة السعودية للعام 2013، حيث تم تخصيص 25% من إجمالي الموازنة لهذا القطاع، أي أن ربع الإنفاق الحكومي السعودي خلال العام سيذهب إلى هذا القطاع، بما سيعزز بالضرورة من أعداد الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج على نفقة الحكومة السعودية، سواء أولئك الدارسين ضمن “برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي” أو المبتعثين من مختلف الجامعات والمعاهد العلمية في المملكة.
وكشف الملحق الثقافي السعودي بالمملكة المتحدة الدكتور فيصل بن محمد المهنا أبا الخيل أن أعداد الطلبة السعوديين المبتعثين على نفقة الحكومة السعودية في بريطانيا تجاوز 13 ألفاً، مشيراً الى أن هذا العدد كان أقل من خمسة آلاف فقط قبل أن يبدأ “برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي”، ما يعني أن هذا البرنامج جاء بأكثر من ثمانية آلاف طالب سعودي الى بريطانيا.

فيصل بن محمد
وتوقع أبا الخيل في مقابلة خاصة مع “العربية.نت” أن تواصل أعداد الطلبة السعوديين المبتعثين الارتفاع خلال العام الحالي وخلال السنوات المقبلة أيضاً، وذلك بفضل قرار الحكومة السعودية مؤخراً تمديد برنامج الابتعاث الخارجي لخمسة سنوات جديدة، لتمكين الآلاف من الطلبة من التقدم والاستفادة من هذه البعثات المغطاة بالكامل على نفقة الحكومة.
وأوضح أبا الخيل أن الحكومة السعودية تتكفل بكامل النفقات التي تترتب على الطلبة المبتعثين، بما في ذلك الرسوم الدراسية والمصروف الشخصي وتكاليف المعيشة والسكن، وحتى رسوم إصدار التأشيرات وتجديد الإقامات في بريطانيا، مؤكداً أن “الملحقية الثقافية تقوم بمتابعة حثيثة لكافة أوضاع واحتياجات الطلبة السعوديين، بما في ذلك المساعدة الأكاديمية والاستشارات المجانية التي يحصل عليها أيضاً الطلبة الدارسون على نفقتهم الخاصة”.
ويقول أبا الخيل إنه من الصعب تحديد المبلغ الإجمالي الذي يتم إنفاقه سنوياً على الطلبة المبتعثين، وذلك لأن كل حالة تختلف تكاليفها عن الأخرى، فالطالبات السعوديات مثلاً يتم تغطية نفقاتهن مع نفقات محارمهن، وكذا بالنسبة للطالب المتزوج فيتم تخصيص مصروف أكبر له من العازب، كما أن من لديه أبناء يختلف عمن ليس لديه أبناء.
أما التخصصات التي يتدفق الطلبة السعوديون على دراستها في بريطانيا فيؤكد أبا الخيل أنها ليست عشوائية وإنما يتم تحديدها بناء على حاجات ومتطلبات سوق العمل السعودي، ومن يقوم بتحديدها ليس الملحقية الثقافية وإنما جهات مختصة داخل المملكة، بما يضمن في النهاية أن يعود الطالب مؤهلاً بالشكل الذي يجعل منه إضافة ملموسة لبلاده.
الجدير بالذكر أن الطلبة السعوديين يمثلون العدد الأكبر من بين الطلبة العرب في المملكة المتحدة، كما أنهم ينظمون على مدار العام العديد من الأنشطة والفعاليات التي تقوم الملحقية الثقافية التابعة للسفارة السعودية برعايتها، فيما تجري الاستعداد حالياً لتنظيم حفل كبير يتم فيه تكريم الطلبة السعوديين المميزين أو المقبلين على التخرج والعودة إلى السعودية.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *