وحدوا الله ولا تكونوا ممن لم يقدره حق قدره سبحانه .
يعتقد أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام تبعاً للرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله والأئمّة الأطهار بأنّ رؤية الله عزّ وجلّ سواءً في الدنيا أو الآخرة وبالعين المجرّدة تعدّ من الاُمور المستحيلة ، لأنّ الله عزّ وجلّ أجلّ وأكبر من أن يكون كالأجسام الماديّة مثل الشمس والقمر التي تدرك بالإنعكاسات الضوئية.

واليكم بعض الادلة

اولا الادلة القرانية

في سورة البقرة : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِ‌ئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ‌ لَّكُمْ عِندَ بَارِ‌ئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّ‌حِيمُ * وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَ‌ى اللَّـهَ جَهْرَ‌ةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُ‌ونَ ) [ البقرة : ٥٤ ـ ٥٥ ].
هاتان الآيتان المتعاقبتان والمتتاليتان فيهما الدلالة التامّة على استحالة رؤية الله عزّ وجلّ ، لأنّ الآية الأولى صريحة في عذاب الذين عبدوا العجل فألزمهم الله بالتوبة وقيّدها بقتل النفس ـ الإنتحار ـ كفّارة البلاء السماوي عليهم. وترشدنا الآيتان معاً بكلّ وضوح وبيان إلى حقيقة وهي : أنّ طلب رؤية الله يعتبر من الذنوب الكبيرة ويوجب نزول العذاب السماوي كما أنّ عبادة العجل كفر وارتداد وموجبة للعذاب.
والجدير بالذكر أنّ في كلّ الآيات التي أشير فيها إلى سؤال بني إسرائيل رؤية الله وطلبهم المستحيلات جاء ذكر العذاب والعقاب عقيب السؤال بتعابير بلاغيّة وجمل مختلفة ، وما ذالك إلّا لكون هذا السؤال ذنباً كبيراً وجريمة عظيمة.
قال تعالى : ( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ‌ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِ‌نَا اللَّـهَ جَهْرَ‌ةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ) [ النساء : ۱٥۳ ].
وقال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْ‌جُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَ‌ىٰ رَ‌بَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُ‌وا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرً‌ا ) [ الفرقان : ۲۱ ].
وعلى هذا الأساس فلو كانت رؤية الله ممكنة ـ كما يعتقد البعض القائلون بإمكانها ويدعون بأنّ رؤية الله تعالى والنظر إليه في القيامة هي من أعظم ما ينعم الله على عباده في الجنّة ، وأكبر ما يعطونه من الفضل واللطف الإلهي في القيامة ـ لما كان السؤال بتحقّقها وإيقاعها استكباراً وعتوّاً وتمرّداً عن أمر الله.
وفي القرآن آيات عديدة أخرى تنفي الرؤية نفياً قطيّعاً .

ثانيا الادلة الحديثية

من كلام له عليه السلام وقد سأله ذعلب اليماني فقال : هل رأيت ربّك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام : أفأعبد ما لا أرى ؟! قال : وكيف تراه ؟ قال عليه السلام : لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان … [ كتاب التوحيد باب ٥ باب نفي الرؤية وتأويل الآيات فيها ح ۲ ].
۲ ـ سئل الصادق عليه السلام : هل يرى الله في المعاد ؟ قال عليه السلام : سبحانه وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً إنّ الأبصار لا تدرك إلّا ما له لون وكيفيّة ، والله خالق الألوان والكيفيّة. [ بحار الأنوار ، ٤ ، ۳۱ ح ٥ ].
۳ ـ عن أبي عبد الله قال : جاء حبر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت ربّك حين عبدته ؟ فقال عليه السلام : ويلك ما كنت أعبد ربّاً لم أره. قال وكيف رأيته ؟ قال عليه السلام : ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان. [ بحار الأنوار ، ٤ ، ۳۲ ، ح ۸ وص ٥۳ ح ۳۰ ] ، [ أصول الكافي ، ۱ ، ۹۸ ] ، [ كتاب التوحيد باب ۹ باب إبطال الرؤية ح ٦ ].
٤ ـ عن الأشعث بن حاتم قال : قال ذو الرئاستين : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : جعلت فداك ، أخبرني عمّا اختلف فيه الناس من الرؤية. فقال عليه السلام : يا أبا العباس من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على الله ، قال الله تعالى : ( لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ) [ الأنعام : ۱۰۳ ]. [ بحار الأنوار ، ٤ ، ٥۳ ح ۳۱ ].
وهناك العشرات من الأحاديث الواردة عن الأئمّة عليهم السلام تنفي رؤية الله عزّ وجلّ اكتفي بما اوردت اعلاه ، وقد اضيف في التعليقات.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫72 تعليق

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *